حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ١٢٤
السابق
" لتستقيم دولتكم " (1)!!.
واعترف جعفر البرمكي بذلك أيضا (2).
وأبو مسلم نفسه نراه قد اعترف بمئة ألف منها أيضا في مناسبة أخرى (3).
وأما من قتلهم في حروبه مع بني أمية وقوادهم، فقد أحصوا فوجدوا: ألف ألف وستمائة ألف (4).
وكل ذلك غير بعيد. إذا ما عرفنا أن ثورة أبي السرايا قد كلفت جيش المأمون فقط (200) ألف جندي، كما سيأتي. وكذلك إذا ما لاحظنا ما يذكره المؤرخون عن عدد القتلى في الوقائع المختلفة، التي خاضها أبو مسلم.
وبعد هذا. فإننا نرى أبا مسلم نفسه يقول في رسالة منه للمنصور:
" فوترت أهل الدنيا في طاعتكم، وتوطئة سلطانكم. " (5) وفي رسالة أخرى منه له أيضا يقول: ".. إن أخاك أمرني أن أجرد السيف، وآخذ بالظنة، وأقتل على التهمة، ولا أقبل المعذرة، فهتكت بأمره حرمات حتم الله صونها، وسفكت دماء فرض الله حقنها، وزويت الأمر عن أهله، ووضعته في غير محله. " (6).
يقصد ب‍ " أهله ": أهل البيت (ع)، وقد أوضح ذلك في رسالته

(١) طبيعة الدعوة العباسية ص ٢٤٥، نقلا عن العيني في: دولة بني العباس والطولونيين والإخشيديين ص ٣٠، فما بعدها.
(٢) تاريخ التمدن الإسلامي ج ٢ / ٤٣٥، نقلا عن: زينة المجالس (فارسي).
(٣) تاريخ اليعقوبي ج ٣ / ١٠٢، وتاريخ ابن خلدون ج ٣ / ١٠٣.
(٤) شرح قصيدة ابن عبدون لابن بدرون ص ٢١٤، وليراجع صبح الأعشى ج ١ / ٤٤٥ أيضا.
(٥) البداية والنهاية ج ١٠ / ٦٩.
(٦) تاريخ بغداد ج ١ / ٢٠٨، والبداية والنهاية ج ١٠ / ١٤، ولا بأس بمراجعة ص ٦٩.
والنزاع والتخاصم ص ٥٣، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة جلد 1 ج 2 / 533.
(١٢٤)
التالي
الاولى ١
٤٧٣ الاخيرة
الفهرست