الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٩٠
السابق
المحكومين. وفيها شهادة له في الناس. فهي شركة خاسرة في الدنيا والآخرة.
والإمام الصادق هو القائل (أيما مؤمن قدم مؤمنا إلى قاض أو سلطان جائر، فقضى عليه بغير حكم الله، فقد شركه في الإثم) وعلي يقول (كفاك خيانة أن تكون أمينا للخونة) وذات يوم دخل زياد الفندي على الصادق فقال له: وليت لهؤلاء؟
- يقصد أصحاب السلطان - قال: نعم. لي مروة وليس وراء ظهري مال. وإنما أواسي إخواني من عمل السلطان. فقال (يا زياد. أما إذ كنت فاعلا، فإذا دعتك نفسك إلى ظلم الناس عند القدرة على ذلك فاذكر قدرة الله عز وجل على عقوبتك وذهاب ما أتيت إليهم عنهم، وبقاء ما أتيت إلى نفسك عليك).
وفي واحد من اللقاءات يقول الصادق لأبي جعفر (لقد بلغت ثلاثة وستين، وفيها مات أبى وجدي) ليعلن له الاستخفاف بالموت الذي يتهدد الناس به، وأن الإمامين اللذين قضيا - زين العابدين والباقر - لم يعمرا أكثر مما عمر، ولكل أجل كتاب. فماذا يهاب؟
إنه يطلق إعلانه بلغة عالية، وفي هدوء قادر على أن يطفئ جذوة رجل خصم. وفي توكل على الله يبلغه مأمنه. فهو إذا واجهه واجهه والله معه.
أرسل إليه أبو جعفر ذات يوم رزام بن قيس يدعوه للقائه، ففصلاه عن المدينة، حتى بلغا النجف فنزل جعفر عن راحلته فأسبغ الوضوء وصلى ركعتين ثم رفع يديه وهو يقول: (اللهم بك أستفتح، وبك أستنجح، وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل. اللهم سهل حزونته
(٩٠)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341