الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٨٦
السابق
ولقد ترك أبو جعفر الذين تواروا عنه ممن خرجوا مع محمد وإبراهيم، ومنهم الحسين بن زيد. وكان الحسين قد تربى في بيت جعفر الصادق بعد قتل زيد. وكان يسمى " ذا الدمعة الكبيرة " لكثرة بكائه على أبيه وأخيه يحيى. ولم يسائل أبو جعفر ولدى جعفر الصادق عبد الله وموسى، وقد خرجا مع محمد. وترك علماء المدينة. وترك عيسى بن زيد إذ توارى عنه. ولما قيل له من حرسه أو من المنافقين: إلا تطلبه؟ قال لا. والله لا أطلب منهم رجلا بعد محمد وإبراهيم: أنا أجعل لهم ذكرا؟
ومن ناحية أخرى ففقه الإمام الصادق يعلم الناس طاعة الإمام العادل.
والصادق هو القائل. (لا يستغنى أهل بلدة عن ثلاثة يفزع إليهم في أمر دنياهم وآخرتهم. فقيه عالم ورع. وأمير خير مطاع. وطبيب بصير ثقة، فإن عدموا ذلك كانوا همجا). وهو فقه في طاعة الخليفة العادل أو الأمير الخير. وأبو جعفر يتمنى أن يظهر في الناس كذلك. والصادق يقول - ولا نحسبه يقصد إلا أبا جعفر وأبناء عمه - (ما تثبت الدنيا إلا على بنى العم المتعاطفين بالبر المتعلقين بالأدب المجتمعين على التناصر). فهذه يد ممدودة بالسلام من الإمام. ودرس للرعية لتسلم العنان لأمير خير. وما أحرى أبى جعفر أن يكونه.
وفي سنة 147 عزم المنصور وهو راجع من موسم الحج أن يسير الإمام الصادق من المدينة إلى العراق فاستعفاه الإمام فلم يعفه وحلمه معه.
ولكن الصادق كان يقبل عليه بمقدار فليست دنيا أبى جعفر لتجدر بالمقاربة.
وفي ذات يوم أرسل إلى الصادق. لماذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس فأجابه (ما عندنا ما نخافك عليه ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له.
ولا أنت في نعمة فنهنيك عليها. ولا نعدها نقمة فنعزيك عليها.
فلم نغشاك)؟ ويجيب أبو جعفر: تصحبنا لتنصحنا. ويجيب الإمام
(٨٦)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341