الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٨١
السابق
وحمل أهل البيت تلقاء النجف. حتى إذا دخلوا الكوفة حبسوا في قصر كان لابن هبيرة في شرقي الكوفة.. وهدم عليهم البيت بعد ستين يوما. فمات الذين لم يموتوا في أثنائها. ودفن الجميع تحت الأنقاض. وشيخهم عبد الله في الخامسة والسبعين!
وخرج محمد بن عبد الله لليلتين بقيتا من جمادى سنة 145 فاستولى على المدينة. وخرجت المدينة بأسرها مع محمد. فكان في جيشه علماؤها الفحول.
فيهم ابن هرمز شيخ مالك. وابن عجلان، وابن أبي سبرة، وعبد الله بن عمر العمرى. ومصعب بن ثابت الزبيري. اما مالك فاكتفى في الحرب بفتياه أن بيعة المنصور كانت مكروهة، ومن أجلها أصابه ما أصابه (1) من والى أبى جعفر وابن عمه سنة 146.
وخرج مع محمد موسى وعبد الله ابنا الإمام جعفر الصادق.
وقصد جعفر الصادق إلى محمد في مجلس حربه قال: أتحب أن يصطلم أهل بيتك (يستأصل) قال ما أحب ذلك. قال: فإن رأيت أن تأذن لي، فإنك تعرف علتي. قال محمد: قد أذنت لك.
ومضى جعفر الصادق: فالتفت محمد إلى ابني جعفر وقال لهما: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما. والتفت جعفر فقال: ارجعا فما كنت لأبخل بنفسي وبكما. فحاربا مع محمد أعظم حرب، وكان لعبد الله بلاء ممتاز.
ووجه المنصور إلى المدينة جيشا بقيادة ابن عمه، وولى عهده، عيسى بن موسى.
وفي غرة رمضان خرج إبراهيم أخو محمد واستولى على أكثر من مكان في أقليم البصرة - ثم استشهد محمد في 14 من رمضان سنة 145 ه‍ واستشهد إبراهيم (2) عند باخمرى لخمس بقين من ذي القعدة. وأرسلت رأسه إلى أبى جعفر المنصور، فطوف بها في الآفاق.

(١) مالك بن أنس - عبد الحليم الجندي - طبعة دار المعارف ص ٢٣٨ حيث تفصيل الواقعة (2) كان صاحب فقه وأدب. سأل عن صاحب له فقيل تركناه يريد أن يموت فضحك قوم: فقال: لقد ضحكتم منها عربية! قال عز وجل (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه). يعنى يكاد أن ينقض. فوثب أبو عمرو بن العلاء فقبل رأسه وقال (لا نزال والله بخير ما دام مثلك فينا) وأبو عمرو من أئمة اللغة الأولين.
(٨١)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341