الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٦٢
السابق
الفصاحة. أو السياسة. ولكن بالدم الذي يتكلم، فتكون، له بلاغة الشهادة بين يدي الله سبحانه. فأصبحوا عنوانا على العدل المفتقد. والأمل المنتظر، وبابا للرجاء في عدل السماء. لتتدارك المسلمين برحمتها ومغفرتها.
2 - أن المسلمين يضيفون إلى حساب الحسين، من حساب بنى أمية وعمالهم وسفاحيهم. إذا أرادوا السلطة والمال وشفاء صدور قوم مبطلين. فقطعوا صلتهم بالله يوم قطعوا رأس ابن بنت رسول الله.
وفي حين يتراءى قتلة أمير المؤمنين على " خوارج " كما تضافرت الأمة على وصفهم. أو " بغاة " كما سماهم أمير المؤمنين نفسه إذا لم يخرجوا عليه إلا لفهم مخالف من أجل الدين، يتدلى قتلة الحسين إلى أدنى درك في جهنم. سفاحين أجراء وتتعالى بطولات الحسين قدر ما تتعمق الحسرة من أجل استشهاده. فتبرز في إجماع المسلمين عليه بطلا، وفي الفكر الشيعي، حيث يضاف جهاده إلى الوصية له بالإمامة.
فهذا يوم للحسين وحده. ناله بحقه. وفيه سند لإمامة الأئمة من أبنائه:
على زين العابدين. فمحمد الباقر. فجعفر الصادق. فالباقين من الأئمة.
* * * ظلت شجرة العدل، والعلم، والأمل، تسقى، بدماء الشهداء كلما رأت السماء مصلحة للأمة. فلم تلبث الكوفة بعد نحو عام واحد من وقعة الحرة أو ثلاثة أعوام من يوم كربلاء أن هز ضميرها تقصيرها.
فقامت من الفور حركة التوابين سنة 64 (1) بين أهل الكوفة الندامى على ما فرط منهم من تقصير. فقتلوا قتلة الحسين وقواد جيش عبيد الله ابن زياد. ولم تنته الندامة بقتل المختار بن عبيد زعيم التوابين سنة 67،

(1) تزعمها المختار بن عبيد الله الثقفي قائد عمر لفتح العراق. وكان المختار بن عبيد الله ممن قدموا مع مسلم بن عقيل رسول الحسين إلى الكوفة فحبس ثم شفع له صهره عبد الله بن عمر فقبل ابن زياد الشفاعة فيه إذ لم يخف خطره. ولما خرج المختار أعلن أنه يحارب باسم محمد بن الحنفية (أخي الحسين لأبيه) ثأرا لدم الحسين. وانتصر المختار على جيوش بنى أمية.
ثم قتله مصعب بن الزبير سنة 67. وأعلنت عليه حرب الدعايات فاتهموه بادعاء النبوة وأن من اتباعه من ينتظرون رجعته.
(٦٢)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341