الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٤٦
السابق
أمر معاوية بالرجل فقتل. وأمر عمرو برجله فقتل. لكن أمير المؤمنين أمر باستبقاء قاتله قائلا - وهو الطعين المشرف - إنه إذا عاش فهو ولى دمه. وإذا مات فإنه ينهى عن المثلة. ليعلم الناس الدين، كمثل ما علم العالم جميعه " قوانين الحرب والسلام " في حروبه في " الجمل " سنة 35، و " صفين " سنة 36، و " النهروان " سنة 37. فتداولتها المذاهب الأربعة لتقدمها هدية من فقه الإسلام للقوانين المعاصرة.
ومات أمير المؤمنين بعد يومين عن 65 أو 63 عاما، وأربعة أعوام وتسعة أشهر ويوم واحد في خلافة كلها معارك.
ولما مات لم يوجد بخزائنه إلا ستمائة درهم استبقاها ليشترى بها خادما. بل - وكما لخص حياته سفيان الثوري - (ما بنى لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة وإن كان ليؤتى بحبوته في جراب). الحبوة الخراج.
وكما يقول محمد بن كعب القرظي (سمعت علي بن أبي طالب يقول:
لقد رأيتني وأنا أربط الحجر على بطني من الجوع وإن صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار).
ولما قال معاوية لضرار من ضمرة: صف لي عليا، قال فيما قال:
كان بعيد المدى، شديد القوى. يقول فصلا. ويحكم عدلا. يتفجر العلم من جوانبه. وتنطق الحكمة من لسانه. يستوحش من الدينار وزهرتها.
ويستأنس بالليل ووحدته. وكان - والله - غزير الدمعة، طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن. وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه. ويبتدئنا إذا أتيناه.. ونحن - والله - مع تقريبه لنا ودنوه منا لا نكلمه هيبة له. لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله.. يبكى بكاء الحزين ويقول: يا دنيا إلى تعرضت أم إلى تشوفت. فهيهات، هيهات. غري غيري).
* * * بايع المسلمون الحسن بن علي أميرا للمؤمنين. فخرج بجيش قوامه أربعون ألفا للقاء جيش معاوية. وتخاذل جنده كهيئة تخاذل الجند بين
(٤٦)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341