الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣٨١
السابق
وفي سنة 450 خطب لها الخطباء على منابر بغداد لمدة نحو عام (1).
وعليها خرجت طائفة الدروز التي ألهت " الحاكم بأمر الله " فقاتلهم المصريون فهربوا إلى الشام سنة 408. أما " الحاكم بأمر الله " فقد شاركت في قتله أخته " ست الملك " لاضطهاده رعيته وفساد آرائه كما قيل.
وكانت أمها جارية رومية قبطية من سراري الخليفة العزيز بالله.
وكان التسامح الديني من تقاليد هذه الدولة حتى صار حديث التاريخ.
ولقد عين العزيز بالله أرسانيوس، وأريسطيس، " خالي ست الملك " بطريقين للإسكندرية ولبيت المقدس. فقوى نفوذ النصارى في الدولة.
وكان وزيره يعقوب بن كلس يهوديا أسلم. وهو الذي نظم التدريس في الأزهر (2). أما الإسماعيلية في المشرق فعلا نجمهم على يد الحسن بن الصباح.
وقد أمضى سنوات بمصر اتصل في إبانها بالخليفة المستنصر، فدعا له

(1) خلفاء الدولة الفاطمية: عبيد الله المهدى - مؤسس الدولة - 322 - المنصور 341 - المعز لدين الله 365 - العزيز بالله 386 - الحاكم بأمر الله 412 - الظاهر 427 المستنصر (من 427 حتى 487) ثم تعاقب الآمر والحافظ فالظاهر والفائز والعاضد. وهو الذي أنهى صلاح الدين الدولة الفاطمية بخلعه سنة 567.
وبسط الفاطميون سلطانهم على إفريقية من المحيط الأطلسي حتى برزخ السويس والشام.
وكانت لهم السلطة في اليمن. ولولا هزيمة جيوشهم أمام الأتراك بقيادة طغرل بك سنة 451 لبلغوا جبال الهملايا. وإنما أبقى الأتراك الخلفاء العباسيين لمقاومة الفاطميين.
ففي ذي القعدة سنة 450 دخل البساسيري على رأس إمدادات عسكرية من مصر وخطب في جامع المنصور الخليفة الفاطمي المستنصر أربعين جمعة - وأرسلت عمامة الخليفة العباسي (القائم) إلى القاهرة فبقيت بها أكثر من قرن. وكسر الفاتحون منبر المسجد الجامع وهم يقولون (هذا منبر نحس أعلن عليه بغض آل محمد) ولما وردت إلى مصر الأخبار بذلك غنى المغنون أمام المستنصر غناء هو في صميمه اعلان " بعدالة التاريخ ":
يا بنى العباس ردوا * ملك الأمر معد (اسم المستنصر) ملككم ملك معار * والعواري تسترد وبالنفوذ الفاطمي تقوى الشيعة الإمامية في العراق وفارس. وتقوى الإسماعيلية في فارس.
(2) وكان الخليفان المعز والعزيز يعقدان مجالس للمناظرة بين المسيحيين والمسلمين.
ومن التسامح أذنت الدولة بأعياد الغطاس ورأس السنة والنيروز وسائر أعياد النصارى.
(٣٨١)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341