الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣٦٠
السابق
وذات يوم قال رجل: إن بيني وبين رجل منازعة في أمر وإني أريد أن أتركه فيقال لي إن تركك ذلة. فقال الإمام (إن الذليل هو الظالم). فهو لا يرى الترك عيبا إنما العيب بالظلم، أيا كان مصدره، التارك أو المتروك له.
ودخل عليه عمار الساباطي فقال له: " يا عمار إنك رب مال كثير فتؤدى ما افترض عليك الله من الزكاة؟ قال نعم. قال: فتخرج الحق المعلوم من مالك؟ قال نعم. قال: فتصل قرابتك؟ قال: نعم. قال فتصل إخوانك قال نعم. قال: يا عمار إن المال يفنى. والبدن يبلى.
والعمل يبقى. والديان حي لا يموت. يا عمار. ما قدمت فلم يسبقك.
وما أخرت فلن يلحقك ".
والأيادي قروض، والإمام يعد بالرد المضاعف، ويعلن فضل من أعطى. ويؤثر عليه فضل الآخذ. والعرف لا يذهب بين الله والناس.
قال له تلميذ: إني لا أتغذى أو أتعشى إلا ومعي اثنان أو ثلاثة.
أو أكثر. فأرضاه الإمام بالجزاء الموعود، وأعلن له أن فضلهم يفوق فضله. قال (فضلهم عليك أكثر من فضلك عليهم. إذا دخلوا عليك دخلوا بالرزق الكثير) (1).
* * * والإمام يحض على دوام التواصل، إذ يجعل النعمة التي يخولها المعطى للآخذ نعمة تتكرر إذ تشكر، لتتكرر. يقول " اشكر من أنعم عليك.
وأنعم على من شكرك. فإنه لا إزالة لها إذا شكرت ولا إقالة لها إذا كفرت ".
والبخل قبض القادر يده عن العطاء ونفسه عن الأمل. فذلك داء البخلاء. والإمام الذي يوجب السخاء عند إقبال الدنيا وحين يفيض الخير، يوجب الرجاء والصبر عند إدبارها. فالدنيا تدور. يقول

(1) قارن هذا المجتمع الإسلامي الذي يقول فقهاؤه (ما المعطى عن سعة بأفضل من الآخذ لو كان محتاجا) بالمجتمع الإنجليزي الذي جاء بعد ذلك بقرون سبعة في عصر الملكة اليزابيث (1558 - 1603) وفيه صدرت قوانين بإعدام المتسولين وأعدم بها المئات.
(٣٦٠)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341