الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣٤٨
السابق
ذلك إلا رزق يحصله من دأبه. يقول الإمام " من لم يكن فيه خصلة من ثلاث لم يعد نبيلا. من لم يكن له عقل يزينه أو جدة تعينه أو عشيرة تقصده ".
والصحابة العظماء كانوا يعملون يعيشوا. وما أكثر ما عمل " على " ليعيش - وهو تراث أهل البيت الذين لا يضيعون الزمان سدى. يقول الإمام " الأيام ثلاثة: يوم مضى لا يدرك. ويوم الناس فيه فينبغي أن يغتنموه.
وغد في أيديهم أمله " وما الاغتنام إلا بالعمل الصالح للنفس وللناس.
أما من قعد يلتمس عطاء الآخرين فيده هي السفلى. ومثله مثل القاعد عن العبادة. أو كالذي ينتظر الذهب والفضة تساقطان من السماء.
يقول عن القاعدين: " الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ".
والشيعة في كل مجتمعاتهم يدأبون كدأب آبائهم أو أشد. ويتقلبون في البلاد بتجاراتهم، كهيئة ما كانوا يتقلبون في الأيام الأولى. مع إلزام صاحب المال المسؤولية عن طريقة كسبه وأبواب إنفاقه.... يقول يحيى بن معاذ (مصيبتان لم يسمع بمثلهما في الأولين والآخرين للعبد في ماله عند موته: يؤخذ منه كله. ويسأل عنه كله).
وهم إلى جوار إيجابهم العمل يوجبون الاستقلال فيه. وعدالة توزيع الرزق منه. فلا يجوزون الشركة المطلقة بين اثنين في كل نشاطهما...
وشرط الشركة وجود رأس المال. وهم يسمون الشركة بدونه " شركة أبدان " ولا يصححونها. لأن كل إنسان مستقل بجهده. ومنافع جهده له - فإذا أخذ من الآخر أخذ مالا يستحق - وفي هذا حض على الاستقلال الشخصي، والسعي الخاص، حتى لا يكون أحد كلا على غيره. وكمثلهم الشافعي لا يجوز هذه الشركة. فلكل ما سعى.
وهم أعداء للتواكل - جاء أمير المؤمنين عليا العلاء الحارثي فقال:
يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصما. لبس العباءة وتخلص من الدنيا.
قال: على به. فلما جاء قال (يا عدو نفسه. لقد استهام بك الخبيث.
(الشيطان) أما رحمت أهلك وولدك. أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره
(٣٤٨)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341