الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣٣٢
السابق
ولما فصل المكرمات المطلوبة من الناس قال (المكارم عشر: صدق الناس، وصدق اللسان، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وقرى الضيف وإطعام السائل، والمكافأة على الصنائع، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب.
ورأسهن الحياء).
فهو يبدأ بالصدق وأداء الأمانة. ثم يتبعها صلة الرحم ولها عنده أعلى مقام. فيها قيام الأسرة - وهي نواة المجتمع الإسلامي - بتنظيمها القانوني الذي لا ضريب له في أمم غير أمة الإسلام.
يقول: " خمسة لا يعطوا شيئا من الزكاة. الأب والأم والولد والزوجة والمملوك. لأنهم عياله ولازمون له " فالانفاق على هؤلاء فرض. والصدقات مع وجوبها وتعميمها والحث عليها، لا تستحق للناس إلا أن يكتفى ذوو الأرحام. يقول الإمام " لا صدقة وذو رحم محتاج ".
ولو ظن واصل ارحم أنه يضع المعروف في غيره موضعه - وللمعروف دائما موضع - فالإمام يقول له: " لا تقطع رحمك وإن قطعك ".
وقع كلام بينه وبين عبد الله بن الحسن (وربما كان ذلك من جراء يوم الأبواء، وسلف القول فيه) وكان عبد الله أعلى أهل البيت سنا، فأغلظ عبد الله القول. فلم يرد الصادق، ثم افترقا ثم تلاقيا على باب المسجد. فابتدره الصادق يقول " كيف أمسيت يا أبا محمد "؟ (فهو أبو محمد المهدى - النفس الزكية - وإبراهيم والباقين، من بنى عبد الله بن الحسن). وقال عبد الله كالمغضب: بخير.
قال الصادق: يا أبا محمد. أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟
ثم تلا قوله تعالى (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) فقال عبد الله: فلا تراني بعدها قاطعا رحما.
يقول الصادق إن رجلا أتى النبي فقال: يا رسول الله إني لي أهلا قد كنت أصلهم وهم يؤذونني وقد أردت رفضهم. فقال له رسول الله " إن الله يرفضكم جميعا " قال الرجل كيف أصنع؟ قال " تعطى من حرمك وتصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك. فإذا فعلت ذلك كان الله عز وجل لك عليهم ظهيرا ".
(٣٣٢)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341