الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣١١
السابق
في السياسة والاجتماع لم تكن خلافة أمير المؤمنين على هادئة أو هانئة. لو هدأت لحمل الناس على الجادة بعلمه وعدله، وشجاعة رأيه وزهده. والزهد آية على صدق الولاة. وسبيل معبدة لهم إلى أنفس الرعية. فالشجاعة تروعها. أما الزهادة فتقنعها.
وعلي رضي الله عنه إمام الزاهدين والمتقشفين من الصحابة. أجمع عليه العلماء والفقهاء والبلغاء وأبطال الحروب والحكماء وكل محب لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
والصوفية يمدون إليه بالأسباب، فيضعونه في قمتهم. كما يصرح بذلك:
الشبلي. والجنيد. وسرى السقطي. وأبو يزيد البسطامي. ومعروف الكرخي. وهم يسندون إليه الخرقة التي يتخذونها شعارا لزهدهم. وأحمد بن حنبل - والصوفية يعتبرونه من أئمتهم - يقول إنه " ما اجتمعت لأحد من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما اجتمع لعلي "، يقابله الجاحظ زعيم المعتزلة. أي في الطرف الأقصى من الخصومة لأحمد. ومع ذلك يتلاقى الطرفان في " على " حيث يقول الجاحظ (لا يعلم رجل من أهل الأرض: متى ذكر السبق في الإسلام والتقدم فيه، ومتى ذكرت النخوة والذب عن الإسلام، ومتى ذكر الفقه في الدين، ومتى ذكر الزهد في الأمور التي يتناحر الناس عليها، كان مذكورا في هذه الخلال كلها، إلا على).
والمعتزلة يمدون إليه أسبابهم الفكرية عن طريق حفيده أبى هاشم بن محمد بن الحنفية.
وفي مكان بعيد جدا من المعتزلة يقف محيي الدين بن عربي، من فلاسفة المتصوفة، ليقول (على من أصحاب العلم وممن يعلمون من الله ما لا يعلمه غيره) ويقول السراج الطوسي (لأمير المؤمنين على - رضي الله عنه - من بين جميع أصحاب رسول الله " خصوصية " بمعاني جليلة وإشارات لطيفة وألفاظ مفردة وعبارات ومعان للتوحيد والمعرفة والإيمان والعلم، وغير ذلك، وخصال شريفة تعلق وتخلق بها أهل الحقائق من الصوفية).
(٣١١)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341