الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٩١
السابق
" بالواقع والصحيح ". وهاتان العجلتان اللتان تحملان موكب الفكر الإنساني المنجب. هما شعار مجالس الإمام الصادق كما سلف البيان. بل هما أساس ما استخلصه تلميذه جابر بن حيان. من تجاربه العلمية. وعنه انتقل إلى أوربة المنهج التجريبي: أو منهج " التجربة والاستخلاص " كما يسمى في العصور الحديثة.
ومن نزاهة المنهج في الفقه. كان الإقرار بضعف الإنسان. فليس الاجتهاد مقابلا للحقيقة. وإنما هو أحسن أداة يمكن أن يصل بها المرء إليها.
يقول أبو حنيفة (علمنا هذا رأى فمن جاءنا بأحسن منه كان أولى بالصواب منا). ولما قال الشافعي (الاجتهاد القياس) وإنهما اسمان لمعنى واحد. واستطرد فقعد له القواعد. ليجري علماء أهل السنة في مضماره، صلى الأصوليون من أهل السنة بعده في حلبة الفكر العالمي. منذ القرن الثاني للهجرة، والتاسع للميلاد. فوضعوا القواعد التي لم يبدأ في تعرفها الأوربيون إلا بعد ثمانية قرون تحت عناوين اطراد العلة. وأنها إذا توفرت ثبت الحكم. أو قانون اطراد الحوادث. لوجود " نظام " في الكون. أو تناسق. تخضع له الأشياء طردا وعكسا، باطراد أسبابها وملابساتها فيها. وهذا ما قرره الأصوليون المسلمون عند تماثل العلل لاستنباط الأحكام.
غير أن الأصوليين المسلمين فاقوا في تمحيصهم " جون ستيوارت مل " في أبحاثه. إذا تعمقوا في مسالك العلة، ودققوا في الاستقراء والاستنباط، مع الورع الكامل والنزاهة الفكرية المثلى. فكان عندهم لكل ركن من أركان " القياس " أبحاثه، وضمانات صحته، باتساع الاختبار وامتحان الاستخلاص.
وإيجاب أن تجمع الأصل " المقيس عليه " " والفرع " " المقيس " " علة "، لتنتج ثمرة القياس وهي " الحكم ".
وأولى الأصوليون العلة وتخريجها اهتماما مقطوع النظير. فشرطوا لها مسالك نقلية من نص أو إجماع، أو عقلية من تحقيق المناط بوجود العلة، وتنقيح المناط بحذف ما لا يدخل في الاعتبار، وبطرائق السبر والتقسيم والطرد.
(٢٩١)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341