الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٨١
السابق
التجربة والاستخلاص أتيحت للإمام الصادق حقبة طويلة للتعليم يتلقاه أو يلقيه. فلم يحبس كمثل ما حبس الكثيرون من أهل بيته. أو يقتل كما قتل عظماؤهم.
ولم يصطدم مذهبه الفقهي بمذهب فقهي للسلطان. فبنو أمية وبنو العباس، حتى عهده، لم يكن لهم مذهب فقهي - أن لم تظهر المذاهب " رسميا " إلا في أخريات القرن الثاني للهجرة، عندما صير أبو يوسف مذهب أبي حنيفة مذهب السلطان. استعصمت المدينة بفقهها، ثم ظهر الشافعي في أواخر القرن الثاني.
ولم يصطدم الإمام بمذهب سياسي للخليفة - أن لم يظهر اعتناق الدولة للاعتزال إلا في عصر المأمون في فاتحة القرن الثالث.
وكان الجهميون والقدريون مستضعفين. ولم يكن لمناقشات أصحاب الملل والنحل شأن يستلفت النظر.
بهذا أتيح للإمام في مجلسه العلمي، واقتداره الذي يسلم به الجميع. أن يرسي في أمنة و اطمئنان. قواعد " منهج علمي " ما يزال يعبر القرون باعتباره فتحا من الفتوح التي فتحها الله على البشر.
وفحوى المنهج أن العلم " مشاهدة " و " نزاهة فكرية " في " استخلاص " النتائج لا يقبل الله سواها من عالم أو متعلم.
في هذا الفحوى قول الإمام " اطلبوا العلم. فإنه السبب بينكم وبين الله ".
- و السبب إلى الله لا يقوى الا بقلب خاشع. ومن ثم وجب إخلاص النية فيه، وصدق الهمة في تلقيه، وقبول حقائقه دون تلويثها بشوائب الهوى أو الغرض أو المقررات السابقة. أو العوامل الخارجية.
وبهذه الخصائص تصبح " النزاهة العلمية " سمعتا للعبادة وشأوا للسيادة - يقول الإمام (الملوك حكام على الناس والعلم حاكم عليهم.. حسبك من العلم أن تخشى الله. وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك).
(٢٨١)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341