الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢٢٢
السابق
كان إذا قصد إفحام معارضيه لم يثبت أمامه رجل. سمعه الرشيد في بعض مجالس يحيى بن برمك وكان يحضرها من وراء ستر فقال:
" إن لسان هشام أوقع في نفوس الناس من ألف سيف ".
ولما فتك الرشيد بالبرامكة طلب هشاما فاختفى. فأخذ به خلقا كثيرا ثم أطلقهم بعد أن مات هشام مستترا.
ولم تكن مجالس المناظرات خالية من الخطر. يسأل هشاما سائل ذات يوم (أما عملت أن عليا نازع العباس (جد الرشيد) - إلى أبى بكر؟ فأيهما كان الظالم لصاحبه؟ - قال هشام فيما بعد " قلت في نفسي إن قلت العباس بلغ ذلك الرشيد، وإن قلت عليا ناقضت نفسي " - قال هشام: لم يكن فيهما ظالم. قال السائل أفيختصم اثنان.. وهما محقان!! قال هشام: نعم اختصم الملكان إلى داود، وليس فيهما ظالم. وإنما أرادا أن ينبهاه. كذلك اختصم هذان إلى أبى بكر ليعلماه ظلمه). فهو ينجو من المزالق، ويكرم الرجلين، ويفضل عليا على أبى بكر.
ومن وصية الإمام الصادق له قوله: (يا هشام من أراد الغنى بلا مال، وراحة القلب من الحسد، والسلامة في الدين، فليفزع إلى الله في مسألته إن كل له عقل. فمن عقل قنع بما يكفيه. ومن قنع استغنى.
ومن لم يقنع لم يدرك الغنى أبدا.. يا هشام كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا.. العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه. إن الزرع ينبت في السهل... من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه).
وكان يحذره من التشبيه والتجسيم، وقد كانت تبلغه عنه زلات في هذا الشأن. ومع ذلك لا يكف عن تشجيعه. فيستعيده رواية ما وقع منه مع عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة. ويستحى هشام. فيقول له الإمام: " إذا أمرتكم بشئ فافعلوا ". فيقول هشام:
(بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة.
فعظم ذلك على. فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة وأتيت
(٢٢٢)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341