الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٢١٦
السابق
- لأعمش - سليمان بن مهران الأسدي الكوفي - (148). يحتج به أصحاب الصحاح الستة. ويروى عنه شعبة وجرير والسفيانان (الثوري إمام الكوفة وابن عيينة إمام المدينة). بعث إليه هشام بن عبد الملك ليكتب له مناقب عثمان ومساوئ على. فأخذ القرطاس وأدخلها في فم شاة وقال للرسول: قل له هذا جوابه. قال الرسول: لقد أقسم أن يقتلني إن لم آت بجوابك. فكتب (أما بعد، فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كان لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك. فعليك بخويصة نفسك. والسلام).
- ابن لهيعة (174) قاضي مصر. يقول عنه سفيان " عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع ".
- شريك بن عبد الله النخعي القاضي (177). كان يقول " على خير البشر فمن أبى فقد كفر ". سأله الخليفة المهدى يوما: ماذا تقول في علي بن أبي طالب؟ قال: ما قال فيه جداك العباس وعبد الله.
قال ما قالا؟ قال شريك: أما العباس فمات وعلي عنده أفضل الصحابة. وكان يرى المسلمين يسألونه عما ينزل من النوازل.
وما احتاج هو إلى أحد حتى لحق بالله. وأما عبد الله فإنه كان يضرب بين يديه بسيفين. وكان في حروبه سيفا منيعا وقائدا مطاعا. فلو كانت إمامته على جور كان أول من يقعد عنها أبوك لعلمه وفقهه في أحكام الله.
ولم يمض طويل وقت حتى عزل شريك (1).

(1) ربما كان في هذه الفترة الحرجة ما قيل من أنه دخل يوما على المهدى. فقال المهدى:
على بالسيف والنطع. قال شريك: ولم يا أمير المؤمنين؟ قال المهدى:
رأيتك في منامي كأنك تطأ بساطي وأنت معرض عنى. فقصصت رؤياي على من عبرها فقال لي: يظهر لك طاعته ويضمر معصيته. قال شريك: والله ما رؤياك برؤيا إبراهيم الخليل. ولا معبرك بيوسف عليه الاسلام. أفبالأحلام الكاذبة تضرب أعناق المؤمنين؟ فاستحى المهدى وقال: اخرج عنى وأبعده.
وكان الحقد على أمير المؤمنين على غذاء يوميا على موائد بنى العباس. لا تخلو منه واحدة حتى ولو كانت مائدة لخليفة يتشيع هو المأمون. أنبأه عمه إبراهيم بن المهدى - وكان شديد الانحراف عن علي - أنه رأى في المقام عليا فمشيا حتى جاءا قنطرة فتقدم لعبورها فأمسكه إبراهيم وقال:
أنت تدعى هذا الأمر بامرأة (يقصد أمر الخلافة وفاطمة الزهراء وأن عليا يتقدم بزواجه منها).
فما رأيت له بلاغة في الجواب.. ما زادني على أن قال: سلاما سلاما.
فنهره المأمون على ما افتضح من عقله الباطن في صورة حلم. قال:
لقد أجابك أبلغ الجواب. عرفك أنك جاهل لايجاب مثلك. قال الله تعالى: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
ولقد نهره أحمد بن أبي دؤاد مرة أخرى إذ لم يتوقر في مجلس القضاء. فقال له (يا إبراهيم إذا نازعت في مجلس الحكم بحضرتنا امرءا فلا أعلمن أنك رفعت عليه صوتا ولا أشرت بيد.
وليكن قصدك أمما. وريحك ساكنة. وكلامك معتدلا. ووف مجالس الخليفة حقها من التوقير والتعظيم.).
وكان مغنيا يعربد. نصبه أهله خليفة لمدة عامين في ثورة على المأمون. ثم عفا عنه المأمون بعد أن ضبطوه يحاول الفرار في ثياب امرأة.
(٢١٦)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341