الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ١٤٨
السابق
فالباقر - وهو من هو - أكفأ الناس لأم فروة (1) المنحدرة من صلب أبى بكر أول الخلفاء الراشدين، والقاسم بن محمد (2) الذي يرشحه للخلافة عمر بن عبد العزيز - خامس الخلفاء الراشدين.
وكأنما سلم الباقر ابنه شعار حياته في مقولتين صيرتاه ربانيا من كل وجه. الأولى (شيعتنا من أطاع الله) والثانية (إن الله خبأ رضاه في طاعته. فلا تحقرن من الطاعات شيئا فلعل رضاه فيه. وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من معصية شيئا فلعل سخطه فيه وخبأ أولياءه في خلقه. فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي).
تلقى الصادق من أبيه كل ما وعاه قلبه وقرأ كل ما حوته كتبه. واستمع إلى علماء العصر. وانتفع بعلوم جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر (106) وكان مثلا عاليا للأمة وواحدا من الأعمدة السبعة المسمين " علماء المدينة السبعة ". (3) يعلن عمر بن عبد العزيز أنه " لولا خوف الفتنة من بنى أمية لاستخلفه على الأمة " ويوصي عمر عماله أن يكتبوا السنن من عنده. فهذا رجل له ورع عمر بن عبد العزيز، وعنده كل علم المدينة، وإنه ليستطيع أن يقول - من صلة على الوثقى بأبيه محمد بن أبي بكر - إنه أوثق أهل

(1) حجت أم فروة متنكرة فاستلمت الحجر بيدها اليسرى فقال لها رجل لا يعرفها:
يا أمة الله أخطأت السنة! فأجابت يا هذا إنا عن علمك لأغنياء.
(2) وللقاسم وأبيه أكبر الصلات بأم المؤمنين عائشة. إذ صمته إليها بعد مقتل أبيه محمد، على أيدي جند معاوية. ومحمد ربيب على. سيره معها بعد وقعة الجمل إلى المدينة في كوكبة من النساء في ملابس الرجال. وكان تسيير أخيها معها كرامة يحفظ بها أخو الرسول أم المؤمنين.
وفي بيت عائشة سقى القاسم علمها الذي أراد عمر بن عبد العزيز تدوينه عن طريقه، وعمر خليفة، حتى لا يضيع علم المدينة. فكتب بذلك إلى قاضيه وواليه على المدينة أبى بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم.
وسنرى الإمام جعفر الصادق يروى عن خاله عبد الرحمن بن القاسم وعن عروة بن الزبير (ابن أسماء أخت عائشة). وعروة من كبار رواتها ورواة الصحابة.
(3) يقول فيه يحيى بن سعيد (143) تلميذ فقهاء المدينة السبعة (ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله على القاسم) وابن حنبل يقول في يحيى (أثبت الناس).
(١٤٨)
التالي
الاولى ١
٣٨٨ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 2
2 الباب الأول ظهور الإسلام 9
3 ظهور الإسلام 10
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 11
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 34
6 ريحانة النبي في كربلاء 45
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 59
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 61
9 أهل البيت 62
10 بين أبناء على و بنى العباس 69
11 الفصل الثاني: الرجلان 84
12 الباب الثالث امام المسلمين 100
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 102
14 أهل المدينة 111
15 زين العابدين 118
16 الباقر 124
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 129
18 مجالس العلم 136
19 التلاميذ الأئمة 141
20 كل العلوم 148
21 مع القرآن 155
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 161
23 المذهب الجعفري 168
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 174
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 176
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 177
27 مصحف فاطمة 178
28 التدوين 178
29 مشيخة العلماء 188
30 التلاميذ من الشيعة 195
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 206
32 السنة 214
33 الإمامة 222
34 أمور خلافية في الفقه 235
35 الباب الخامس المنهج العلمي 250
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 252
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 279
38 في الدولة و قواعدها 281
39 المجتمع الجعفري 293
40 في المجتمع و دعائمه 299
41 الاخوة 302
42 المرأة 306
43 العلم 307
44 الدعاء 309
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 311
46 العمل 314
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 316
48 المال 324
49 العبادة و النفاق المال 325
50 كنز المال 331
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 334
52 عدالة السماء 341