منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ١٩
السابق
غاية تجوهر نفوسهم ووصولها إلى الغاية القصوى بلقاء الله تعالى.
فان للسالك غايتان أقربهما غاية تجوهر النفس بقطعها وطيها المراحل الأولى التي هي مقدمة الغاية القصوى، ولا يمكنه أن يحصل الغاية القصوى إلا بعد حصوله على الغاية الأولى والغاية القصوى هي لقاء الله تعالى.
بينما الغاية الأولى هي لقاء أعماله وما كسبته يداه وتتم بالموت والمعاد، قال عز وجل: * (ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا) * (1) وصار الموت والقبر وما بعده والمعاد غاية أولى، لأن الانسان سوف يبعث كما مات لما روي عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) انه قال: " كما تعيشون تموتون، وكما تموتون تبعثون "، وفي الخبر عنه (صلى الله عليه وآله): " يبعث كل عبد على ما مات عليه " وفي الخبر الآخر عنه (صلى الله عليه وآله): " يموت الرجل على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه ".
وغاية السالك أن يبذل جهده لتقوم عليه قيامته وقد تحققت تمام انسانيته ليحشر يوم القيامة وهو انسان مبصر وقد ذكر أهل المعرفة انه لا يمكن للسالك أن ينال غايته القصوى بلقاء الله عز وجل إلا بعد أن تقوم عليه قيامات، وكلما تقوم عليه قيامة من قياماته في الأولى (2) فقد تمت له حركة من حركاته السلوكية - وذلك إذا أمكنه أن يحافظ على مقامها أو يرتقي إلى الأعلى منها إلى حين تقوم عليه قيامته بموته الطبيعي - وانقضى عنه مقام من مقامات القرب، وإذا لم يتمكن السالك من طي تلك المقامات فإنه سوف يطويها - إن وفقه الحق تعالى وكان ذلك العبد محسوبا عنده تبارك وتعالى من السالكين - في الآخرة ولكنه سوف يطويها بالقهر والقوة والغلبة، بينما طويه لها في الأولى - لو وفق لها بلطفه تعالى وتوفيقه العبد للمجاهدات وقطع فيافي السلوك - سوف تكون على نحو آخر وقد يكون التوفيق الإلهي نصيبه بأنه يطويها أو يطوي بعضها وهي خامدة باختلاف أحوال

(1) سورة الكهف: الآية 49.
(2) (الأولى) بالاصطلاح أوسع مفهوما من (الدنيا)، فإن الانسان السالك قد يكون في الأولى ولكنه لا يكون في هذه الدنيا ولا عكس.
(١٩)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 100
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 104
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 106
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 112
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 113
10 ذكر حكايتين مناسبتين 118
11 لطيفة 121
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 124
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 131
14 المنجيات من ضغطة القبر 135
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 144
16 ذكر حكايات 148
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 153
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 155
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 157
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 169
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 174
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 183
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 184
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 186
25 ختم ذكره حتم 188
26 موقف الميزان الآيات 190
27 الأخبار في فضل الصلوات 191
28 روايات في حسن الخلق 195
29 حكايات في حسن الخلق 199
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 208
31 حكايتان مناسبتان 210
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 214
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 217
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 220
35 أسماء عقبات الصراط 223
36 حكاية 225
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 226
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 229
39 جملة من قصص الخائفين 234
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 248
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 269
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 270
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 273