منازل الآخرة والمطالب الفاخرة - الشيخ عباس القمي - الصفحة ١٨٣
السابق
فانتضاه (عمر) وضرب به، فما حاك (1)، فطرحه من يده، وقال: ما هذا إذ سل بشئ.
فقال عمرو: يا أمير المؤمنين أنت طلبت مني السيف ولم تطلب مني الساعد الذي يضرب به (2).
فعاتبه، وقيل إنه ضربه) (3).
فقال: يا عمرو! انه ليس كما تظن وتحسب.
ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا حشر، ولا حي إلا مات، إلا ما شاء الله ثم يصاح بهم صحية أخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا، وتنشق السماء، وتهد الأرض، وتخر الجبال هدا وترمي النار، بمثل الجبال شررا، فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه، وذكر دينه وشغل بنفسه إلا ما شاء الله.
فأين أنت يا عمرو من هذا؟
قال: إلا اني اسمع أمرا عظيما) (4).
ان القيامة مهولة إلى درجة بحيث ان الأموات في عالم البرزخ والقبر يستوحشون من هولها بشكل انه روئي ان بعض الأموات بعدما أحيي بدعاء بعض الأولياء قد صار شعره كله أبيضا، فعندما سألوه عن سبب بياض شعره قال لهم:
عندما أمر بإحيائنا ظننا ان القيامة قد قامت، ولذلك قد ابيض شعرنا كله من وحشة وهول القيامة (5).

(1) أي لم يؤثر شيئا، أو لم يرسخ في المكان الذي ضربه.
(2) ذكر المؤلف في الهامش هذا البيت من الشعر:
وعادة السيف أن يزهو بجوهره * وليس يعمل إلا في يدي بطل (3) نقل هذه القصة المؤلف في سفينة البحار: ج 1، ص 690، الطبعة الحجرية.
(4) الارشاد للشيخ المفيد: 84.
(5) أقول: روى الشيخ الكليني في الكافي الشريف: ج 3، ص 260 - 261 بسند صحيح عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال:
" ان فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل كانوا متعبدين وكانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل ، وانهم خرجوا يسيرون في البلاد ليعتبروا فمروا بقبر على ظهر الطريق قد سفى عليه السافي ليس يبين منه إلا رسمه.
فقالوا: لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فسألناه كيف وجد طعم الموت.
فدعوا الله وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به (أنت الهنا يا ربنا ليس لنا اله غيرك والبديع الدائم غير غافل والحي الذي لا يموت، لك في كل يوم شأن. تعلم كل شئ بغير تعليم، انشر لنا هذا الميت بقدرتك.
قال: فخرج من ذلك القبر رجل أبيض الرأس واللحية ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره إلى السماء.
فقال لهم: ما يوقفكم على قبري؟
فقالوا: دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت؟
فقال لهم: لقد سكنت [مكثت في. ل] في قبري تسعة وتسعين سنة ما ذهب عني ألم الموت وكربه ولا خرج مرارة طعم الموت من حلقي.
فقالوا له: مت يوم مت وأنت على ما نرى أبيض الرأس واللحية؟
قال: لا، ولكن لما سمعت الصيحة (اخرج) اجتمعت تربة عظامي إلى روحي فنفست فيه، فخرجت فزعا شاخصا بصري مهطعا إلى صوت الداعي، فابيض لذلك رأسي ولحيتي).
(١٨٣)
التالي
الاولى ١
٣٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 5
2 مقدمة التحقيق والتعريب 7
3 حول موضوع الكتاب 11
4 حياة المؤلف (قدس سره) 43
5 مقدمة المؤلف (قدس سره) 100
6 أول المنازل: الموت وفيه عقبتان: العقبة الأولى: سكرات الموت وشدة نزع الروح 104
7 الأشياء التي تهون سكرات الموت 106
8 العقبة الثانية: العديلة عند الموت 112
9 الأمور النافعة لهذه العقبة 113
10 ذكر حكايتين مناسبتين 118
11 لطيفة 121
12 من منازل الآخرة المهولة: القبر وفيه عقبات: العقبة الأولى: وحشة القبر 124
13 العقبة الثانية: ضغطة القبر 131
14 المنجيات من ضغطة القبر 135
15 العقبة الثالثة: مسألة منكر ونكير 144
16 ذكر حكايات 148
17 من المنازل المهولة: البرزخ الآية، وبعض الروايات الواردة فيه 153
18 كلام من العلامة المجلسي (قدس سره) 155
19 ذكر عدة حكايات نافعة من المنامات الصادقة 157
20 من منازل الآخرة المهولة: القيامة وصف القيامة 169
21 بعض الأمور التي تنجي من شدائد القيامة 174
22 ساعة خروج الإنسان من قبره الآيات والروايات 183
23 ذكر بعض الأخبار في أحوال بعض الأشخاص عند خروجهم من قبورهم 184
24 بعض الأمور النافعة لهذه الساعة 186
25 ختم ذكره حتم 188
26 موقف الميزان الآيات 190
27 الأخبار في فضل الصلوات 191
28 روايات في حسن الخلق 195
29 حكايات في حسن الخلق 199
30 موقف الحساب الآيات والأخبار 208
31 حكايتان مناسبتان 210
32 موقف نشر الصحف الآيات والروايات 214
33 التبرك بذكر رواية نقلها السيد ابن طاووس 217
34 من موارد الآخرة المهولة: الصراط وصف الصراط 220
35 أسماء عقبات الصراط 223
36 حكاية 225
37 ذكر عدة أعمال لتسهيل المرور على الصراط 226
38 خاتمة ذكر عدة أخبار في شدة عذاب جهنم 229
39 جملة من قصص الخائفين 234
40 ذكر بعض الأمثال لتنبه المؤمنين 248
41 ختم الرسالة بدعائين شريفين 269
42 من تكاليف العباد في زمن الغيبة: الدعاء لصاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف 270
43 ملحق للمترجم ذكر عدة أخبار في وصف الجنة ونعيمها 273