اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٦٨
السابق
وهي ما لم يذكر فيه المشبه، وانما أطلق المشبه به وأريد به المشبه، كما في نحو:
(رأيت أسدا) مرادا به زيد، وإن كان نحو زيد أسد استعارة على وجه ضعيف، وبالجملة فالاستعارة أيضا كالتشبيه لكونها مبتنية عليه أيضا كما قرر في محله.
واما اعتراض المأمون على النقل الأول المشهور الظاهر بملاحظة سوق الآية، فوجهه ان مراده ان (نساءنا) ظاهر في نفسه في معنى الطائفة الإناثية، فيكون المراد من (أنفسنا) هي الذكور بقرينة المقابلة، فيكون المراد دعوة الذكور والإناث بلا خصوصية صفة النفسية مجازا أو حقيقة.
فقال الإمام (عليه السلام) عند اعتراضه هذا: لولا أبناءنا، يعني لو كان المراد من النساء الإناث مطلقا، ومن أنفسنا الذكور لدخل الحسنان (عليهما السلام) في أنفسنا أيضا، فلم يبق وجه لذكرهما على حدة بلفظ (أبناءنا)، فليس لفظ (نساءنا) مستعملا في معنى إناثنا مطلقا ليكون (أنفسنا) في مقابله مستعملا في معنى ذكورنا، فبقى الاستدلال السابق في محله، ولم يقدح فيه الاحتمال اللاحق.
ويجوز أن يكون مراد الرضا (عليه السلام) دخول علي (عليه السلام) في (أنفسنا) مع النبي (صلى الله عليه وآله)، ويكون مراد المأمون بقوله: لولا (نساءنا) ان لفظ نساء جمع أطلق على الواحد للتعظيم أو لمطابقة المضاف إليه، فليكن (أنفسنا) كذلك، ويراد به نفس النبي (صلى الله عليه وآله) وحده بلا دخول علي (عليه السلام) فيه، ويكون الدعوة حينئذ مبتنية على المسامحة، فيكون مراد الرضا (عليه السلام) من قوله: لولا (أبناءنا) ان لفظ الأبناء أطلق على الاثنين، فليكن (أنفسنا) أيضا كذلك، لكونه أنسب لمعنى الجمعية المناسبة للتعدد، مع كون الدعوة حينئذ بعيدا عن المسامحة في الجملة.
أو يكون مراد الرضا (عليه السلام) ان ظاهر الاطلاق في (أنفسنا) الذي أريد به علي (عليه السلام) البتة، هو الحقيقة ولو بالادعاء لا الحقيقة، فيترتب عليه الأحكام التي منها الولاية، ويكون مراد المأمون ان (نساءنا) في البنت مجاز، فليكن الأنفس مجازا في علي (عليه السلام)، فلا يترتب عليه أحكام الحقيقة، إذ الاطلاق
(٦٨)
التالي
الاولى ١
٩٠٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 4
2 اسمه ونسبه: 4
3 حياته العلمية: 4
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 5
5 أولاده وذراريه: 6
6 آثاره وتأليفاته: 6
7 شعره وأدبه: 9
8 وفاته: 16
9 منهج التحقيق: 16
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 20
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 21
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 25
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 30
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 34
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 40
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 41
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 50
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 60
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 64
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 69
21 صور الوضع اللفظي 75
22 في طهارة دم المعصومين 82
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 88
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 93
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 93
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 102
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 111
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 115
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 120
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 125
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 129
32 في تسميتها ببضعة الرسول 129
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 142
34 تفصيل في بيان التمثيل: 149
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 158
36 تحقيق من المصنف 167
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 175
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 183
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 193
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 199
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 201
42 في بيان الفواطم 204
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 206
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 225
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 228
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 231
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 232
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 235
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 235
50 فصل: في تزويجها في السماء 242
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 250
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 259
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 277
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 282
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 290
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 302
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 307
58 مصادر الخطبة الشريفة 315
59 دفع إشكالين 319
60 الشروع في شرح الخطبة 324
61 في معنى الإجماع 325
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 336
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 744
64 الفصل الأول 765
65 الفصل الثاني 780
66 دفع إشكالين: 821
67 " تنبيه " 841
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 845
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 889