اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ١٠٧
السابق
ذلك - إلى أن قال: - فلما أراد الله بدء خلقتنا تكلم بكلمة فكانت نورا، ثم تكلم بكلمة ثانية فكانت روحا، فمزج بينهما وخلقني وعليا منهما.
ثم فتق من نوري نور العرش، فأنا أجل من العرش، ومن نور علي نور السماوات، فعلي أجل من السماوات، ومن نور الحسن نور الشمس فالحسن أجل من الشمس، ومن نور الحسين نور القمر، فالحسين أجل من القمر، فكانت الملائكة تسبح الله بقولهم: ((سبوح قدوس من أنوار ما أكرمها على الله)).
فلما أراد الله أن يبلو الملائكة أرسل عليهم سحابا من ظلمة، وكانت الملائكة لا تنظر أولها من آخرها وبالعكس، فقالت الملائكة: إلهنا نسألك بحق هذه الأنوار الا ما كشفت عنا، فقال تعالى: لأفعلن، فخلق نور فاطمة الزهراء يومئذ كالقنديل، وعلقه في قرطي العرش، فزهرت السماوات والأرضون، وكانت الملائكة تسبح الله وتقدسه، فقال الله تعالى: لأجعلن ثواب تسبيحكم وتقديسكم إلى يوم القيامة لمحبي هذه المرأة وأبيها وبعلها وبنيها (1).
وروى عبد الله بن مسعود قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلت: يا رسول الله أرني الحق لأصل إليه، فقال: يا عبد الله لج المخدع، فولجت المخدع فإذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) يصلي ويقول في ركوعه وسجوده:
((اللهم بحق محمد عبدك ورسولك اغفر للخاطئين من شيعتي)).
فخرجت حتى أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فسمعته يقول: ((اللهم بحق علي بن أبي طالب عبدك الا ما غفرت للخاطئين من أمتي)).
فقال: فأخذني من ذلك الهلع العظيم، فأوجز النبي (صلى الله عليه وآله) في صلاته وقال: يا ابن مسعود أكفر بعد الايمان؟ فقلت: حاشا وكلا يا رسول الله، ولكن رأيت عليا يسأل بك ورأيتك تسأل الله به، ولا أعلم أيكما أفضل عند الله، فقال (صلى الله عليه وآله): اجلس يا ابن مسعود، فجلست بين يديه فقال: اعلم أن الله تعالى خلقني وعليا من نور عظمته قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، إذ لا تسبيح ولا تقديس ولا تهليل.

(1) ارشاد القلوب: 403، عنه البحار 43: 17 ح 16، والعوالم 11: 17 ح 1.
(١٠٧)
التالي
الاولى ١
٩٠٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 4
2 اسمه ونسبه: 4
3 حياته العلمية: 4
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 5
5 أولاده وذراريه: 6
6 آثاره وتأليفاته: 6
7 شعره وأدبه: 9
8 وفاته: 16
9 منهج التحقيق: 16
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 20
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 21
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 25
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 30
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 34
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 40
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 41
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 50
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 60
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 64
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 69
21 صور الوضع اللفظي 75
22 في طهارة دم المعصومين 82
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 88
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 93
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 93
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 102
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 111
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 115
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 120
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 125
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 129
32 في تسميتها ببضعة الرسول 129
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 142
34 تفصيل في بيان التمثيل: 149
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 158
36 تحقيق من المصنف 167
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 175
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 183
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 193
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 199
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 201
42 في بيان الفواطم 204
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 206
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 225
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 228
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 231
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 232
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 235
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 235
50 فصل: في تزويجها في السماء 242
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 250
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 259
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 277
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 282
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 290
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 302
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 307
58 مصادر الخطبة الشريفة 315
59 دفع إشكالين 319
60 الشروع في شرح الخطبة 324
61 في معنى الإجماع 325
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 336
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 744
64 الفصل الأول 765
65 الفصل الثاني 780
66 دفع إشكالين: 821
67 " تنبيه " 841
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 845
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 889