سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ١ - الصفحة ٥٣٦
السابق
الباب الرابع في كناه صلى الله عليه وسلم وزاده شرفا وفضلا لديه قال الإمام العلامة أبو السعادات مجد الدين المبارك بن الأثير - رحمه الله تعالى - في كتابه " المرصع " أما الكنية فأصلها من الكناية، وهي أن يتكلم بالشئ ويريد غيره، تقول كنيت وكنوت بكذا وعن كذا كنية وكنية والجمع الكنى، واكتنى فلان بأبي فلان وفلان يكنى بأبي الحسن، وكنيته أبا زيد وبأبي زيد، يخفف ويثقل والتخفيف أكثر وفلان كني فلان كما تقول: سميته إذا اشتركا في الاسم والكنية. وإنما جئ بالكنية لاحترام المكنى بها وإكرامه وتعظيمه كيلا يصرح في الخطاب باسمه ومنه قوله:
أكنيه حين أناديه لأكرمه * ولا ألقبه والسوأة اللقب هذا مختص بالانسان دون غير وهو الأصل.
ولقد بلغني أن أصل سبب الكنى في العرب أنه كان ملك من ملوكهم الأول ولد له ولد توسم فيه أمارة النجابة فشغف به فلما نشأ وترعرع وصلح لأن يؤدب أدب الملوك أحب أن يفرد له موضعا بعيدا من العمارة يكون فيه بعيدا يتخلق بأخلاق مؤدبيه ولا يعاشر من يضيع عليه بعض زمانه، فبنى له في البرية منزلا ونقله إليه ورتب له من يؤدبه بأنواع من الآداب العلمية والملكية وأقام له ما يحتاج إليه من أمر دنياه، ثم أضاف إليه من هو من أقرانه وأضرابه من أولاد بني عمه وأمرائه ليؤنسوه ويتأدبوا بآدابه ويحببوا إليه الأدب بموافقتهم له عليه. وكان الملك في رأس كل سنة يمضي إلى ولده ويستصحب معه من أصحابه من له عند ولده ولد ليبصروا أولادهم، فكانوا إذا وصلوا إليهم سأل ابن الملك عن أولئك الذين جاؤوا مع أبيه ليعرفهم فيقال له: هذا أبو فلان وهذا أبو فلان، يعنون آباء الصبيان الذين عنده فكان يعرفهم بإضافتهم إلى أبنائهم، فمن هنالك ظهرت الكنى في العرب.
ثم ذكر ابن الأثير - رحمه الله تعالى - فوائد تتعلق بالكنى ليس هذا محلا لها وقد ذكرتها مع زيادات أخرى في كتابي " سفينة السلامة ".
إذا علمت ذلك: فللنبي صلى الله عليه وسلم عدة كنى وهي: " أبو القاسم " صلى الله عليه وسلم. وهو أشهرها.
روى الشيخان عن أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في البقيع فسمع قائلا يقول: يا أبا القاسم فرد رأسه إليه فقال الرجل: يا رسول الله إني لم أعنك إنما دعوت فلان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي فإني
(٥٣٦)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد مقدمة التحقيق 53
2 مقدمة المؤلف 54
3 جماع أبواب بعض الفضائل و الآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا 119
4 الباب الثاني: في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وسلم 125
5 الباب الثالث: في تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم على نفخ الروح في آدم صلى الله وسلم 128
6 الباب الرابع: في تقدم أخذ الميثاق عليه، زاده الله تعالى شرفا وفضلا لديه 134
7 الباب الخامس: في كتاب اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش 136
8 الباب السادس: في أخذ الميثاق على النبيين، أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وينصره إذا بعث فيهم 141
9 الباب السابع: في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام له صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله 145
10 الباب الثامن: في بعض ما ورد في الكتب القديمة من ذكر فضائله صلى الله عليه وسلم 147
11 الباب التاسع: فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان 154
12 الباب العاشر: في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى الله عليه وسلم 181
13 الباب الحادي عشر: فيما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقرونة بصور الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم 186
14 جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف و مسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلا وشرفا الباب الأول: في بدء أمر الكعبة المشرفة 190
15 الباب الثاني: في عدد المرات التي بنيها البيت 197
16 الأولى: عمارة الملائكة 197
17 الثانية: عمارة آدم صلى الله عليه وسلم 197
18 الثالثة: عمارة أولاد آدم 199
19 الرابعة: عمارة سيدنا إبراهيم وإسماعيل 199
20 الخامسة والسادسة: عمارة العمالقة وجرهم 214
21 السابعة: عمارة قصي بن كلاب 215
22 الثامنة: عمارة قريش 215
23 التاسعة: عمارة عبد الله بن زبير 215
24 العاشرة: عمارة الحجاج 219
25 الباب الثالث: في أسماء البيت الشريف 220
26 الباب الرابع: في بعض فضائل دخول الكعبة والصلاة فيها 222
27 الباب الخامس: في فضل النظر إلى البيت الشريف 225
28 الباب السادس: في بعض فضائل الحجر الأسود والمقام 226
29 ذكر ما قيل في اسوداد الحجر بعد بياضه 227
30 شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق 228
31 ما جاء في تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر واستلامه له وسجوده عليه 229
32 ما جاء أن الحجر الأسود يمن الله تعالى في الأرض 229
33 الباب السابع: في فضائل زمزم 232
34 ذكر بعض خواص ماء زمزم 235
35 ذكر بعض أسماء زمزم 236
36 الباب الثامن: في تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم 238
37 الباب التاسع: في بعض أسماء البلد الشريف والحرم المنيف 245
38 الباب العاشر: في ذكر حرم مكة وسبب تحريمه 252
39 الباب الحادي عشر: في تعظيم مكة وحرمها، و تعظيم الذنب فيها 255
40 الباب الثاني عشر: في حج الملائكة وآدم والأنبياء 259
41 حج آدم (صلى الله عليه وسلم) 260
42 حج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق (صلى الله عليه وسلم) 260
43 حج موسى ويونس (صلى الله عليه وسلم) 261
44 حج الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) غير من سمى 262
45 حج بني إسرائيل وغيرهم 263
46 حج ذي القرنين رضى الله تعالى عليه 263
47 حج عيسى (صلى الله عليه وسلم) بعد نزوله وأصحاب الكهف 263
48 الباب الثالث عشر: في قصة إهلاك أصحاب الفيل 265
49 جماع أبواب نسبة الشريف (صلى الله عليه وسلم) الباب الأول: في فضل العرب وحبهم 280
50 الباب الثاني: في طهارة أصله وشرف مجده (صلى الله عليه وسلم) 286
51 الباب الثالث: في سرد أسماء آبائه إلى آدم (صلى الله عليه وسلم) 290
52 الباب الرابع: في شرح أسماء آبائه (صلى الله عليه وسلم) 295
53 الباب الخامس: في معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): " أنا ابن العواتك والفواطم " 374
54 جماع أبواب مولده الشريف (صلى الله عليه و سلم) الباب الأول: في سبب تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله 376
55 الباب الثاني: في حمل آمنة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) 377
56 الباب الثالث: في وفاة عبد الله بن عبد المطلب 382
57 الباب الرابع: في تاريخ مولده (صلى الله عليه وسلم) ومكانه 384
58 الباب الخامس: في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته (صلى الله عليه وسلم) 390
59 الباب السادس: في وضعه (صلى الله عليه وسلم) والنور الذي خرج معه 392
60 الباب السابع: في انفلاق البرمة حين وضعه (صلى الله عليه وسلم) تحتها 397
61 الباب الثامن: في ولادته (صلى الله عليه وسلم) مختونا مقطوع السرة 398
62 الباب التاسع: في مناغاته (صلى الله عليه وسلم) للقمر في مهده وكلامه فيه 400
63 الباب العاشر: في حزن إبليس وحجبه من السماوات 401
64 الباب الحادي عشر: في انبثاق دجله و إرتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران 404
65 الباب الثاني عشر: في فرح جده عبد المطلب به (صلى الله عليه وسلم) وتسميته له محمدا 411
66 الباب الثالث عشر: في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف 413
67 جماع أبواب رضاعه (صلى الله عليه وسلم) وزاده شرفا وفضلا الباب الأول: في مراضعه (صلى الله عليه وسلم) 426
68 الباب الثاني: في إخوته (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة 430
69 الباب الثالث: في إسلام السيدة حليمة وزوجها رضي الله تعالى عنهما 433
70 الباب الرابع: في سياق قصة الرضاع وما وقع فيها من الآيات 437
71 جماع أبواب أسمائه (صلى الله عليه وسلم) وكناه الباب الأول: في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية 451
72 الباب الثاني: في الكلام على قوله (صلى الله عليه وسلم): " لي خمسة أسماء " وطرقه 453
73 الباب الثالث: في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة (صلى الله عليه وسلم) 458
74 الباب الرابع: في كناه (صلى الله عليه وسلم) 587