سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
السابق
تفرد بهذا الحديث أبو غزية وتفرد عنه الكعبي بذكر مالك في إسناده. قال الدارقطني:
هذا كذب على مالك على مالك والحمل فيه على أبي غزية والمتهم بوضعه هو أو من حدث به عنه.
وهذا الحديث قد حكم بوضعه الحافظ أبو الفضل بن ناسر والجوزقاني وابن الجوزي والذهبي وأقره الحافظ في اللسان، وحكم بوضعه جماعة سبق ذكرهم في ترجمة عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم. وجعله ابن شاهين ومن تبعه ناسخا لأحاديث النهي عن الاستغفار.
قلت: وهذا غير جيد لأن أحاديث النهي عن الاستغفار لهما بعض طرقها صحيح. رواه مسلم وابن حبان في صحيحيهما وهذا الحديث على تسليم ضعفه لا يكون ناسخا للأحاديث الصحيحة والله تعالى أعلم.
قال أبو الخطاب بن دحية: الحديث في إحياء أبيه وأمه موضوع يرده القرآن والإجماع قال تعالى: (ولا الذين يموتون وهم كفار) [النساء 18] وقال: (فيمت وهو كافر) [البقرة 217] فمن مات وهو كافر لم ينفعه الإيمان بعد الرجعة بل لو آمن عند المعاينة لم ينفعه، فكيف بعد الإعادة؟ وفي التفسير أنه عليه الصلاة والسلام قال: (ليت شعري ما فعل أبواي (1)؟).
فنزلت (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) [البقرة 119].
قلت: لو اقتصر أبو الخطاب على الحكم بوضع الحديث فقط وسكت عما ذكره لكان جيدا وتأدبا مع النبي صلى الله عليه وسلم - في حق أبويه. وقد تعقبه القرطبي فقال: وفيما ذكره ابن دحية نظر. وذلك أن فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وخصائصه لم تزل تتوالى وتتتابع إلى حين مماته فيكون هذا مما فضله تعالى وأكرمه به، وليس إحياؤهما وإيمانهما به ممتنعا عقلا ولا شرعا، فقد ورد في الكتاب العزيز إحياء قتيل بني إسرائيل وإخباره بقاتله وكان عيسى صلى الله عليه وسلم يحيي الموتى وكذلك نبينا صلى الله عليه وسلم أحيا الله تعالى على يديه جماعة من الموتى. وإذا ثبت هذا فما يمتنع من إيمانهما بعد إحيائهما زيادة في كرامته وفضيلته مع ما ورد من الخبر في ذلك ويكون مخصوصا ممن مات كافرا.
وقوله: (فمن مات كافرا) إلى آخر كلامه مردود بما في الخبر أن الله رد الشمس على نبيه صلى الله عليه وسلم بعد مغيبها حتى صلى علي العصر. ذكره الطحاوي وقال إنه حديث ثابت. فلو لم

= (سند النسائي) وحديث آخره أخرجه النسائي عن أبي سلمة قال: قالت عائشة: ئخل الحبظة المسجد يلعبون فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم وإسناده صحيح [انظر الإجابة 61 - 62 المصنوع (211)].
(1) أخرجه الطبري في التفسير 1 / 409 وذكره السيوطي في الدر 1 / 111 وزاد نسبته لوكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر.
(١٢٣)
التالي
الاولى ١
٤٧٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 جماع أبواب صفة جسده الشريف صلى الله عليه و سلم الباب الأول: في حسنه (صلى الله عليه وسلم) 4
2 الباب الثاني: في صفة لونه (صلى الله عليه وسلم) 9
3 الباب الثالث: في صفة رأسه و شعره (صلى الله عليه وسلم) 14
4 الباب الرابع: في صفة جبينه و حاجبيه (صلى الله عليه وسلم) 20
5 الباب الخامس: في صفة عينيه (صلى الله عليه وسلم) و بعض ما فيهما من الآيات 22
6 الباب السادس: في سمعة الشريف (صلى الله عليه وسلم) 26
7 الباب السابع: في أنفه الشريف وخديه (صلى الله عليه وسلم) 28
8 الباب الثامن: في صفة فمه (صلى الله عليه و سلم) و أسنانه و طيب ريقه و بعض الآيات فيه 29
9 الباب التاسع: في صفة لحيته الشريفة و شيبه (صلى الله عليه وسلم) 33
10 الباب العاشر: في صفة وجهه (صلى الله عليه وسلم) 38
11 الباب الحادي عشر: في صفة عنقه (صلى الله عليه وسلم) و بعد ما بين منكبيه و غلظ كنده 42
12 الباب الثاني عشر: في صفة ظهره (صلى الله عليه وسلم) و ما جاء في صفة خاتم النبوة 44
13 الباب الثالث عشر: في صفة صدره و بطنه (صلى الله عليه وسلم) 54
14 الباب الرابع عشر: فيما جاء في شق صدره و قلبه الشريفين (صلى الله عليه و سلم) 57
15 الباب الخامس عشر: في صفة يديه و إبطيه (صلى الله عليه وسلم) 72
16 الباب السادس عشر: في صفة ساقيه و فخذيه و قدميه (صلى الله عليه وسلم) 77
17 الباب السابع عشر: في ضخامة كراديسه (صلى الله عليه وسلم) 80
18 الباب الثامن عشر: في طوله و اعتدال خلقه ورقة بشرته (صلى الله عليه وسلم) 81
19 الباب التاسع عشر: في عرقه (صلى الله عليه وسلم) و طيبه 84
20 الباب العشرون: في مشيه (صلى الله عليه وسلم) و أنه لم يكن يرى له ظل 89
21 الباب الحادي و العشرون: في الآية في صوته (صلى الله عليه وسلم) و بلوغه حيث لا يبلغه صوت غيره 90
22 الباب الثاني و العشرون: في فصاحته (صلى الله عليه وسلم) 92
23 الباب الثالث و العشرون: في معرفة الذين كانت صفات أجسادهم تقرب في صفات جسده (صلى الله عليه وسلم) 114
24 جماع أبواب بعض الأمور الكائنة بع مولده و قبل بعثته صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في وفاة أمه آمنة بنت وهب و حضانة أم أيمن له 119
25 الباب الثاني: في كفالة عبد المطلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) و معرفته بشأنه 128
26 الباب الثالث: في استسقاء أهل مكة بجده و هو معهم و سقياهم ببركته 130
27 الباب الرابع: فيما حصل له في سنة سبع من مولده 133
28 الباب الخامس: في وفاة عبد المطلب و وصيته لأبي طالب برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و ما ظهر في ذلك من الآيات 134
29 الباب السادس: في استسقاء أبي طالب برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و عطش أبي طالب و شكواه ذلك للنبي (صلى الله عليه و سلم) 136
30 الباب السابع: في سفره (صلى الله عليه وسلم) مع عمه الزبير بن عبد المطلب إلى اليمن 138
31 الباب الثامن: في سفره (صلى الله عليه وسلم) مع عمه أبي طالب إلى الشام 139
32 الباب التاسع: في حفظ الله تعالى إياه في شبابه عما كان عليه أهل الجاهلية و اشتهاره بالأخلاق الفاضلة و الخصال الحميدة قبل بعثته و تعظيم قومه له (صلى الله عليه وسلم) 146
33 الباب العاشر: في شهوده (صلى الله عليه وسلم) حرب الفجار 151
34 الباب الحادي عشر: في شهوده (صلى الله عليه وسلم) حلف الفضول 153
35 الباب الثاني عشر: في رعيته (صلى الله عليه وسلم) الغنم 155
36 الباب الثالث عشر: في سفره (صلى الله عليه وسلم) مرة ثانية إلى الشام 157
37 الباب الرابع عشر: في نكاحه (صلى الله عليه وسلم) خديجة بنت خويلد رضي الله عنها و أرضاها 163
38 الباب الخامس عشر: في بنيان قريش الكعبة 168
39 جماع أبواب مبعثه صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في بدء عبادة الأصنام و الإشراك بالله تعالى 174
40 الباب الثاني: في إخبار الأخبار و الكهان بمبعث حبيب الرحمن (صلى الله عليه وسلم) 180
41 الباب الثالث: في حدوث الرجوم و حجب الشياطين من استراق السمع عند مبعث النبي (صلى الله عليه وسلم) 194
42 الباب الرابع: في بعض ما سمع من الهواتف و تنكس الأصنام 206
43 الباب الخامس: في قدر عمر النبي (صلى الله عليه وسلم) وقت بعثته و تاريخها 224
44 الباب السادس: في ابتدائه (صلى الله عليه وسلم) بالرؤيا الصادقة و سلام الحجر و الشجر عليه زاده الله فضلا وشرفا لديه 227
45 الباب السابع: فيما ذكر أن إسرافيل قرن به قبل جبريل (صلى الله عليه وسلم) 229
46 الباب الثامن: في كيفية بدء الوحي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 231
47 الباب التاسع: في كيفية انزال الوحي 251
48 الباب العاشر: في شدة الوحي وثقله 256
49 الباب الحادي عشر: في أنواع الوحي 262
50 الباب الثاني عشر: في فترة الوحي و تشريف الله تعالى نبيه (صلى الله عليه و سلم) بالرسالة بعد النبوة 270
51 الباب الثالث عشر: في معنى الوحي و النبي و الرسول و النبوة و الرسالة 277
52 الباب الرابع عشر: في مثله و مثل ما مثل ما بعثه الله تعالى به من الهدي 279
53 الباب الخامس عشر: في مثله و مثل الأنبياء من قبله 291
54 الباب السادس عشر: في الوقت الذي كتب فيه نبينا (صلى الله عليه وسلم) 292
55 الباب السابع عشر: في اعلام الوحش برسالته (صلى الله عليه وسلم) 293
56 الباب الثامن عشر: في شهادة الرضيع و الأبكم برسالته (صلى الله عليه وسلم) 294
57 جماع أبواب بعض الأمور الكائنة بعد بعثته صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في تعليم جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) الوضوء والصلاة 295
58 الباب الثاني: في اسلام خديجة بنت خويلد و علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة و أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهم و اختلاف الناس فيمن أسلم أولا 299
59 الباب الثالث: في ذكر متقدمي الاسلام من الصحابة - رضي الله تعالى عنهم - تقدم علي وزيد بن حارثة 304
60 الباب الرابع: في قصة اسلام أبي ذر و أخيه أنيس 313
61 الباب الخامس: في سبب دخول النبي (صلى الله عليه وسلم) دار الأرقم بن أبي الأرقم و استخفاء المسلمين حال عبادتهم ربهم تبارك و تعالى 318
62 الباب السادس: في أمر الله سبحانه و تعالى رسوله محمدا (صلى الله عليه وسلم) باظهار الاسلام 321
63 الباب السابع: في مشي قريش إلى أبي طالب ليكف عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 325
64 الباب الثامن: في اسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 331
65 الباب التاسع: في ارسال قريش عتبة بن أبي ربيعة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرض عليه أشياء ليكف عنهم 334
66 الباب العاشر: في أسئلة المشركين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنواعا من الآيات و خرق العادات على وجه العناد لا على وجه الهدى و الرشاد 343
67 الباب الحادي عشر: في امتحانهم إياه بأشياء لا يعرفها الا نبي. الباب الثاني عشر: في سبب نزول قوله تعالى: (و لا تجهر بصلاتك و لا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) (الاسراء / 110) 350
68 الباب الثالث عشر: في اعتراف أبي جهل و غيره بصدق رسول الله (صلى عليه و سلم) 351
69 الباب الرابع عشر: في تحير الوليد بن المغيرة فيما يصف به القرآن و الآيات التي أنزلت فيه 353
70 الباب الخامس عشر: في عدوان المشركين على المستضعفين ممن أسلم بالأذى و الفتنة 356
71 الباب السادس عشر: في الهجرة الأولى إلى الحبشة و سبب رجوع من هاجر إليها من المسلمين و كانت في شهر رجب سنة خمس من البعث 362
72 الباب السابع عشر: في اسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه 369
73 الباب الثامن عشر: في دخول بني هاشم و بني المطلب بني عبد مناف الشعب و كتابة قريش الصحيفة الظالمة 376
74 الباب التاسع عشر: في رجوع القادمين من الحبشة إليها و الهجرة الثانية 388
75 الباب العشرون: في إرادة أبي بكر رضي الله عنه الهجرة إلى الحبشة و إلى المدينة 409
76 الباب الحادي و العشرون: في نقض الصحيفة الظالمة 412
77 الباب الثاني و العشرون: في اسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه 416
78 الباب الثالث و العشرون: في قصتي الإراشي و الزبيدي اللذين ابتاع أبو جهل إبلهما 418
79 الباب الرابع و العشرون: في دفن النصارى الذين أسلموا 420
80 الباب الخامس و العشرون: في سبب نزول أول سورة عبس 422
81 الباب السادس و العشرون: في سبب نزول (قل يا أيها الكافرون) 424
82 الباب السابع و العشرون: في سبب نزول أول سورة الروم 425
83 الباب الثامن و العشرون: في وفاة أبي طالب و مشي قريش إليه ليكف عنهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 427
84 الباب التاسع و العشرون: في وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها 433
85 الباب الثلاثون: في بعض ما لاقاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من قرش بعد موت أبي طالب 434
86 الباب الحادي و الثلاثون: في سفر النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف 437
87 الباب الثاني و الثلاثون: في اسلام الجن 442
88 الباب الثالث و الثلاثون: في عرض النبي (صلى الله عليه و سلم) نفسه الكريمة على قبائل ليؤوه و ينصروه و دعائه الناس إلى التوحيد 450
89 الباب الرابع و الثلاثون: في خبر بعض المستهزئين برسول الله (صلى الله عليه وسلم) و كيف كان هلاكهم 459