جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
السابق
وقيل: إنما قال (علي): أنا أبو القصم يوم بارز طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين، قال (القائل):
حدثنا المغيرة، قال: حدثني عمرو بن المثنى قال: كان لواء المشركين يوم " أحد " مع طلحة.
وذكر (ه) ابن هشام، قال: لما اشتد (الامر) يوم " أحد " وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار أرسل إلى علي أن قدم الراية. فتقدم علي رضي الله عنه وقال:
أنا أبو القصم فناداه طلحة: وهو صاحب لواء المشركين يومئذ -: هل لك يا أبا القصم في البراز؟ قال: نعم. فبرز إليه فضربه علي فصرعه ثم انصرف عنه ولم يجهز عليه، فقال له أصحابه: فهلا أجهزت عليه؟ قال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني عليه الرحم وعلمت أن الله قد قتله (1).
قال الإمام أبو القاسم السهيلي: إنما قال علي: " أنا أبو القصم " لقول أبي سعيد طلحة: " أنا قاصم من يبارزني؟ " والقصم: جمع قصمة وهي المعضلة المهلكة. وإنما قال علي: " أنا أبو القصم " أي أبو المعضلات، والقصم كسير بغير سوية أعظم؟
وفي الآية: (11) من سورة الأنبياء من) التنزيل (الكريم الحميد): * (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة) *.
وفيه (أيضا): * (لا انفصام لها) * (256 / البقرة: 2) ذكره السهيلي رحمه الله في (كتاب) الروض (الانف).

(1) وقريبا من ذيل الحديث رواه الطبري في حوادث السنة الثالثة الهجرية في وقعة " أحد " من تاريخه: ج 2 ص 509 ط مصر، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم قال:
ثم إن طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين قام فقال: يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار؟!!
فقال إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار أو تعجلني بسيفك إلى الجنة؟! فضربه علي فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال:
أنشدك الله والرحم يا ابن عم. فتركه (علي) فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لعلي: ما منعك أن تجهز عليه؟ قال: إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته، فاستحييت منه.
(١١٩)
التالي
الاولى ١
٣٢٢ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الواحد والخمسون في خلافته عليه السلام، وما اتفق فيها، وصورة ما وقع 4
2 الباب الثاني والخمسون في نكث طلحة والزبير بيعته عليه السلام 5
3 الباب الثالث والخمسون في ذكر وقعة الجمل 7
4 مقتل طلحة 15
5 مقتل الزبير 18
6 ما قيل في أهل الجمل 25
7 الباب الرابع والخمسون في ذكر حوادث أيام صفين، وما اتفق فيها من الوقائع والمحن 33
8 ذكر مقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه 38
9 خبر عمرو بن العاص مع معاوية 44
10 الباب الخامس والخمسون فيما كان من تحكيم الحكمين 47
11 مقتل مالك بن الحارث الأشتر رضي الله عنه 55
12 الباب السادس والخمسون في خروج الخوارج عليه واحتجاجهم عليه، وما أنكروه من التحكيم 65
13 الباب السابع والخمسون في خروج عبد الله بن عباس رضي الله عنه من البصرة مغاضبا لعلي عليه السلام 76
14 الباب الثامن والخمسون في مقتل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وذكر قاتله ابن ملجم لعنه الله 82
15 الباب التاسع والخمسون في ذكر وصيته عليه السلام الأخيرة على الاختصار 96
16 الباب الستون في غسله، وكفنه، والصلاة عليه، ودفنه، وإحفاء قبره عليه السلام 104
17 الباب الستون في أسمائه عليه السلام 110
18 الباب الواحد والستون في في ذكر أزواجه، وأسمائهن، وما ولدن له عليه السلام 114
19 الباب الثاني والستون في في ذكر عماله، وحاجبه عليه السلام 118
20 الباب الثالث والستون في عدله عليه السلام في أحكامه، وقوته في الله، وإنصافه 119
21 الباب الرابع والستون في جوده وكرمه عليه السلام 121
22 الباب الخامس والستون في ذكر شئ من شعره عليه السلام 122
23 الباب السادس والستون في فيما يروى عنه عليه السلام من الكلمات المنثورة المأثورة، والوصايا الجامعة، والمواعظ النافعة 130
24 الباب السابع والستون في في تبرئ علي عليه السلام من دم عثمان، وبطلان ما نسبه إليه بنو أمية من ذلك 161
25 الباب الثامن والستون في خلافة سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 183
26 الباب التاسع والستون في تاريخ مولده عليه السلام، ووفاته، وشبهه بجده صلى الله عليه وآله 192
27 الباب السبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية حين نال من علي عليه السلام بحضوره 201
28 الباب الحادي والسبعون فيما وقع بين الحسن عليه السلام وبين معاوية وأصحابه، وما أفحمهم به من الجواب 203
29 الباب الثاني والسبعون فيما اعتقده معاوية وسنه من لعن علي عليه السلام على المنابر، وكتابته بذلك إلى الآفاق، وما قال في ذلك وقيل له 208
30 الباب الثاني والسبعون في ذكر الوافدات على معاوية بعد قتل علي عليه السلام، وما خاطبوه به، وما أسمعوه 214
31 وفود بكارة الهلالية على معاوية 216
32 وفود أم سنان بنت خيثمة بن حرشة المذحجية على معاوية 218
33 وفود عكرشة بنت الأطروش على معاوية 221
34 قصة دارمية الحجونية مع معاوية 223
35 وفود أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية على معاوية 225
36 وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية 230
37 وفود سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية اليمانية على معاوية 232
38 وفود أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية 237
39 قصة الذكوانية بنت زياد لما قدمت على معاوية متظلمة 240
40 خطبة معاوية بن يزيد بن معاوية 242
41 الباب الخامس والسبعون في مقتل سيدنا وابن سيدنا الحسين بن بنت رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما اعتمد آل أبي سفيان في أمره 244
42 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام وأهل بيته ومن أسر منهم 258
43 خطبة الإمام الحسين عليه السلام واحتجاجه على جيش ابن زياد 266
44 فصل في بعض ما رثي به الحسين عليه السلام، وما قيل فيه 286
45 فصل في ذكر شئ من شعره عليه السلام ونظمه ونثره وكلامه وحكمه 296
46 الباب السادس والسبعون في عداوة بني أمية وبني عبد شمس لعلي بن أبي طالب عليه السلام، والأسباب الموجبة لذلك، وانحراف الناس عنه، وميلهم عنه 299