جواهر المطالب في مناقب الإمام علي (ع) - ابن الدمشقي - ج ١ - الصفحة ١٦٨
السابق
استبدلوا والله الذنابى بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس (1) قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) (2) ويحهم (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون) (3).
أما لعمر إلهك لقد لقحت، فنظرة ريث ما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وذعافا مقرا (4) فهنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غب ما أسسه الأولون ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا؟ وطامنوا لفتنة جأشا (5) فيا حسرة بكم وقد عميت عليكم (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) (7)].

(1) الذنابى: أربع ريشات للطائر بع الخوافي وهو ما يلي الذنب من الجناح. والقوادم: ما تقدم منه.
و " العجز " معروف. والمعاطس - جمع المعطس على زنة مرهم ومجلس -: الأنوف.
(2) ما بين النجمتين اقتباس من الآية: (12) من سورة البقرة: 2.
(3) ما بين النجمتين اقتبسته صلوات الله عليها من الآية: (35) من سورة يونس.
(4) لقحت - على زنة علمت -: حملت. وفاعل " لقحت " فعلتهم أو فعالهم أو الفتنة. والنظرة - بفتح النون وكسر الظاء - التأخير. واسم يقوم مقام الانتظار.
وهي إما مرفوع بالخبرية والمبتدأ محذوف كما في قوله تعالى في الآية: (390) من سورة البقرة:
(فنظرة إلي ميسرة) أي فالواجب نظرة إلى ميسرة أو نحو ذلك. وأما منصوب بالمصدرية أي انتظروا أو انظروا نظرة قليلة. وهذا مختار أبي أحمد العسكري والصدوق.
وريثما تنتج: قدر ما تنتج. واحتلبوا: احلبوا اللبن [أي لبن تخاذلكم وفتنتكم] واستدروه وطلاع القعب: ملؤه. والقعب: العس والقدح من الخشب يروي الرجل. أو هو القدح الكبير. والعبيط: الطري. والذعاف - بالذال المعجمة والزاي المعجمة أيضا على زنة عذاب -: السم الذي يقتل سريعا. قال المجلسي رفعا الله مقامه: ويحتمل أن تكون اللفظة " الزعاق " - بالقاف في آخرها، لا بالفاء - بمعنى الماء الذي لا يطاق شربه، وهو أنسب بقولها صلوات الله عليها: " ممقرا " - أي مرا.
(5) غب كل شئ: عاقبته. و " نفسا " منصوب على التميز. و " الجأش " - على زنة الوحش -: القلب أي اجعلوا قلبكم مطمئنة لنزول الفتنة عليكم.
(6) الصارم: القاطع. والهرج: الفتنة. والاستبداد بالشئ: التفرد به. والفئ: الغنيمة والخراج وما حصل للمسلمين من أموال الكفار بلا حرب. والزهيد: القليل. والحصيد: المحصود.
(7) ما بين النجمتين اقتباس من الآية: (28) من سورة هود.
ثم انا أشرنا إلى أن الخطبة المباركة رواها جماعة مسندة، وأحبنا هاهنا أن نذكر سندين لها، فنقول قال الصدوق - بعدما ساق الخطبة بسند في معاني الخبار، ص 354 -: وحدثنا بهذا الحديث [أيضا] أبي الحسن علي بن محمد بن الحسن المعروف بابن مقبرة القزويني؟ قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن بن جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، قال:
حدثني محمد بن علي الهاشمي قال: حدثا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه لسلام قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه لسلام قال: فلما اشتدت علتها [أي فاطمة] اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار فقلن: كيف أصبحت يا بنت رسول الله من علتك؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم....
(١٦٨)
التالي
الاولى ١
٣٧٧ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة التحقيق 5
2 مقدمة المؤلف 11
3 الباب الأول: في ذكر نسبه الشريف 24
4 الباب الثاني: في ذكر أسمائه الشريفة 27
5 الباب الثالث: في صفته عليه السلام ومولده وعمره 32
6 الباب الرابع: في أنه عليه السلام كان أول من أسلم 34
7 الباب الخامس: في تربية النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا حال طفولته 36
8 الباب السادس: في كفالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وإسلامه 38
9 الباب السابع: في هجرته عليه السلام إلى المدينة 43
10 الباب الثامن: في أنه عليه السلام أول من يجثو للخصومة يوم القيامة 44
11 الباب التاسع: في أنه عليه السلام أول من يقرع باب الجنة، وفي ذكر خصائصه عليه السلام وما حباه الله تعالى به 46
12 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بأنه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى 51
13 الباب العاشر: في اختصاصه عليه السلام بإخاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم 62
14 الباب الحادي عشر: أن ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في صلبه 66
15 الباب الثاني عشر: في أنه ذائد الكفار والمنافقين عن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذكر جملة أخرى من خصائصه عليه السلام منها إنه مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 67
16 الباب الثالث عشر: في أنه عليه السلام مولى من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مولاه 73
17 الباب الثالث عشر: أنه عليه السلام ولي كل مؤمن بعده، وأنه منه 77
18 الباب الرابع عشر: في حقه عليه السلام على المسلمين، واختصاصه بأن جبريل منه، واختصاصه بتسليم الملائكة عليه، واختصاصه بتأييد الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم به 80
19 الباب الخامس عشر: في اختصاصه عليه السلام بالتبليغ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 83
20 الباب السادس عشر: في اختصاصه عليه السلام بإقامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه مقام نفسه في نحر بدنه، وإشراكه إياه في هديه والقيام على بدنه 86
21 الباب السابع عشر: اختصاصه عليه السلام بمغفرة من الله يوم عرفة، وأنه لا يجوز أحد على السراط إلا من كتب له علي الجواز 87
22 الباب الثامن عشر: في أنه سيد العرب وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأنصار على حبه عليه السلام 90
23 الباب التاسع عشر: في اختصاصه بالوصاية بالإرث 91
24 الباب العشرون: في اختصاصه عليه السلام برد الشمس عليه 93
25 الباب الحادي والعشرون: في اختصاصه بتزويج فاطمة رضي الله عنها 105
26 الباب الثاني والعشرون: في أنه وزوجته وبنيه من أهل البيت عليهم السلام 126
27 الباب الثالث والعشرون: في أنه صلى الله عليه وآله وسلم حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم 127
28 الباب الرابع والعشرون: في اختصاصه بإدخال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه معه في ثوبه يوم مات 129
29 الباب الخامس والعشرون: في إعطائه الراية يوم خيبر 131
30 الباب السادس والعشرون: في اختصاصه بحمل لواء الحمد يوم القيامة وفي لبسه ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف، وفي وقوفه بين سيدنا إبراهيم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ظل العرش، وأنه يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم 134
31 الباب السابع والعشرون: في سد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 137
32 الباب الثامن والعشرون: في تنويه الملائكة باسمه يوم بدر 140
33 الباب التاسع والعشرون: في اختصاصه بالقتال على تأويل القرآن، وفي اختصاصه بسد الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا بابه 142
34 الباب الثلاثون: في أنه حجة الله على أمته، وأنه باب مدينة العلم، وأنه أكثر الأمة علما 143
35 الباب الحادي والثلاثون: في إحالة جميع الصحابة عما يسألون عنه من العلوم عليه 146
36 الباب الثاني والثلاثون: في أنه عليه السلام أقضى الأمة، وفي أنه دعا له النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين ولاه اليمن، وفي أنه لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني سواه 151
37 الباب الثالث والثلاثون: فيما خص به من الاختصاص بما لم يخص به أحد من الصحابة ولا غيرهم سواه، ووقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 156
38 الباب الرابع والثلاثون: في وقايته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه ولبسه ثوبه، ونومه مكانه 160
39 الباب الخامس والثلاثون: فيما نزل في شأنه عليه السلام من الآيات 163
40 الباب السادس والثلاثون: في بيان أفضليته عليه السلام 166
41 الباب السابع والثلاثون: في شهادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له بالجنة 168
42 الباب الثامن والثلاثون: في أنه ذائد المنافقين هن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر ما فيه يوم القيامة، وذكر نبذ من فضائله ومنزلته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 173
43 الباب التاسع والثلاثون: في منزلته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة الله ورسوله له، وشفقته عليه، ورعايته، ودعائه له وطروقته إياه ليلا يأمره بالصلاة، وكسوته الثوب الحرير 178
44 الباب الأربعون: في الحث على محبته، والزجر عن بغضه 184
45 الباب الحادي والأربعون: في شوق أهل السماء والأنبياء الذين هم في السماء إليه، وفي ذكر مباهاة الله سبحانه وحملة عرشه به، وفي ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أنه مغفور له، وفي علمه وفقهه صلوات الله وسلامه عليه 193
46 الباب الثاني والأربعون: في كراماته، وشجاعته، وشدته في دين الله، ورسوخ قدمه في الايمان، وتعبده، وأذكاره وأدعيته عليه السلام 198
47 الباب الثالث والأربعون: في كرمه عليه السلام وما كان فيه من ضيق العيش 206
48 الباب الرابع والأربعون: فيما كان فيه عليه السلام من ضيق العيش وخشونته وورعه وحيائه وتواضعه 212
49 الباب الرابع والأربعون: في شفقته على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما جمع الله فيه من الصفات الجميلة في الجاهلية والاسلام، وإسلام قبيلة همدان على يده، وتخفيف الله عن الأمة بسببه 219
50 الباب الخامس والأربعون: في خلافته عليه السلام، وذكر ما جاء في صحتها، والتنبيه على ما ورد في ذلك من الأحاديث والاخبار والآثار 221
51 الباب السادس والأربعون: في بيعته عليه السلام ومن تخلف عنها 224
52 الباب السابع والأربعون: في ذكر حاجبه عليه السلام، ونقش خاتمه، وابتداء شخوصه من المدينة، وما رواه أبو بكر وعمر في حفه، وما قالا وصرحا به من فضله وخصائصه 226
53 الباب الثامن والأربعون: في ذكر شئ من خطبه، وذكر شئ من كلامه عليه السلام 230
54 الباب التاسع والأربعون: في ذكر شئ من مواعظه عليه السلام 232
55 الباب التاسع والأربعون: في خطبه عليه السلام ومواعظه الجامعة 236
56 الباب الخمسون: في كتبه عليه السلام إلى معاوية وإلى عماله وغيرهم، وفي أجوبة معاوية له، وفيما أوصى عليه السلام به من وصاياه النافعة والكلمات الجامعة 287