الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٩٣
السابق
الأئمة الاثني عشر الذين أولهم أمير المؤمنين علي المرتضى، وآخرهم المهدي المنتظر، يتضمن شيئا من ذكر مناقبهم الشريفة، ومراتبهم العالية المنيفة، ومعرفة أسمائهم، وصفاتهم، وآبائهم، وأمهاتهم، ومواليدهم ووفاتهم، وذكر مدة أعمارهم، وأسماء حجابهم وشعرائهم، خاليا عن الإسهاب الممل والاختصار (1) المخل، احترازا عن الإكثار المسئم، إلى الإيجاز (2) المفهم. ولن يعرف شرفه إلا من وقف عليه فعرفه من عرفه. وعقدت لكل إمام منهم فصلا، يشتمل كل فصل على ثلاثة فصول: الأول منها في عدة فصول:
الفصل الأول منها: في ذكر بحر الخضم الأطم (3)، والطود الأشم (4)، أخي الرسول (5)،

(١) في (أ): والتقصير.
(٢) في (أ): إيجاز.
(٣) طم الأمر طما علا وغلب. ومنه قيل للقيامة (طامة). انظر لسان العرب وغيره مادة " طم ".
(٤) جمع أشم: يقال رجل أشم، أي يمر رافعا رأسه، وجبل أشم طويل الأس. انظر لسان العرب مادة " شم ".
(٥) إشارة إلى قوله (عليه السلام) كما ورد عن جابر بن عبد الله الأنصاري: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مكتوب على باب الجنة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي بن أبي طالب أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله). (سنن ابن ماجة: ١ / ٤٤ ح ١٢٠، فرائد السمطين: ١ / ٢٤٨ ح ١٩٢، خصائص النسائي: ٤٦، غاية المرام: ٦٤٧ باب ١٠١ ح ٥، مودة القربى: ١٩، كنز العمال: ١٣ / ١٣٨ ح ٣٦٤٣٥، حلية الأولياء: ٧ / ٢٥٦، المناقب للخوارزمي: ٩١ ح ١٣١ و ١٤٤ ح ١٦٨).
وقوله (صلى الله عليه وآله): أنت أخي في الدنيا والآخرة. (سنن الترمذي: ٥ / ٢٠ ح ٣٨٠٤، مشكاة المصابيح:
٣ / ١٧٢٠ ح ٦٠٨٤).
وقوله (صلى الله عليه وآله): اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي، أخي عليا، اشدد به أزري. (صحيح البخاري:
٢
/ ٣٢٤، صحيح مسلم في فضائل علي ٣٢٤، الحاكم في المستدرك: ٣ / ١٠٩، الصواعق: ٢ / ٥٨).
وقوله (صلى الله عليه وآله): اللهم أشدد أزري بأخي علي. (كنز العمال: ٢ / ٤٠، و: ٦ / ٣٩٠، و ٤١).
وقوله (صلى الله عليه وآله): أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي. (كنز الحقائق: ٩٨، الفردوس: ٣ / ٨٨ ح ٣٩٨٩، كنز العمال: ١١ / ٦٠٤ ح ٣٢٩١٩).
وقوله (صلى الله عليه وآله): أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى. (انظر كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن المطهر الحلي: ٤٧٧، إحقاق الحق: ٦ / ١٢). فكونه الفتى لأنه سيد العرب، وابن الفتى لأنه ابن إبراهيم (عليه السلام) كما جاء في القرآن الكريم بحقه: (فتى يذكرهم يقال لهو إبر هيم) الأنبياء: ٦٠، وأما أخو الفتى فلأنه أخو علي (عليه السلام) الذي قال جبريل بحقه: لا فتى إلا علي (مودة القربى: ٢٠، فرائد السمطين: ١ / ٢٥١ ح ١٩٤، المناقب لابن المغازلي: ١٧ ح ٢٣٤).
وقوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) في حديث المؤاخاة: أنت أخي ورفيقي. (الفضائل لأحمد: ٢ / ٦٣٨ ح ١٠٨٥، المناقب للخوارزمي: ١٥٠ فصل ١٤ ح ١٧٨، كنز العمال: ١٣ / ٦٠٥ ح ٣٦٣٤٥) ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله تعالى: (إخونا على سرر متقبلين) الحجر: ٤٧.
وفي حديث آخر قال (صلى الله عليه وآله): إنما ادخرتك لنفسي. (الفضائل لأحمد: ٢ / ٦٣٨، المناقب للخوارزمي:
١٥٠، كنز العمال: ١٣ / ٦٠٥).
وقوله (صلى الله عليه وآله): أما يسرك أن تكون أخا نبيك؟ (إحقاق الحق: ٥ / ٧٩، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): ٢٠٨). وليس هذا إلا غيضا من فيض، إذ ذلك لا ينحصر، وإنما ذكرنا ما ينبه على غرضنا فقط.
أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأبيه وأمه، وإنما هي إخوة الدين والاصطفاء، ولذا قال عنه (صلى الله عليه وآله): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. (كنز الحقائق: ٢٠٣، صحيح البخاري:
٤
/ ٢٠٨، صحيح مسلم: ٢ / ٤٤٩ ح ٣٢، الصواعق المحرقة: ١٢١ ب ٩ فصل ٢، الفضائل لأحمد:
٢ / ٦٣٣ ح ١١٣١). وهذا يثبت خصائص هارون للإمام علي (عليه السلام) في تحمل العلوم، ووجوب طاعة الأمة له، ورياسته عليهم، لأن هارون شريك موسى في أمره، فعلي (عليه السلام) مثله بالنسبة إلى تحمل مسؤولية رسول الله (صلى الله عليه وآله). سوى أن عليا ليس بنبي، كما استثنى هو (صلى الله عليه وآله) النبوة بحديث المنزلة. وهو القائل (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث طويل عن ابن عباس (رضي الله عنه): أنا عبد الله وأخو رسول الله.
انظر المناقب للخوارزمي: ٤٣ و ٦٢ و ٨٦ و ٨٨ و ٢٣١، سنن الترمذي: ٢ / ٢٩٩، و: ٥ / ٢٣٦ و ٦٤١ ح ٣٧٢٠ و ٣٧٣٢، مصابيح السنة للبغوي: ٤ / ١٧٣ ح ٤٧٦٩، خصائص النسائي: ٥٥، مستدرك الصحيحين بثلاث طرق: ٣ / ١٤ و ١٢٦ و ١٥٩. مسند أحمد: ١ / ٢٣٠ و ٤١٥٩ / ٣٦٩، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: ٢ / ٥٩٧ ح ١٠١٩ و ٦١٦ ح ١٠٥٥ و ٦٣٨ ح ١٠٨٥، سيرة ابن هشام: ٢ / ١٠٩ الطبقات الكبرى لابن سعد: ٣ / ٢٢، و: ٨ / ١١٤، السيرة النبوية لابن حبان: ١٤٩، الاستيعاب: ٣ / ٣٥، أسد الغابة: ١ / ٢٢٢، و: ٤ / ١٦ و ٢٩، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٦ / ١٦٧، عيون الأثر: ١ / ٢٦٤، البداية والنهاية: ٧ / ٣٤٨، تاريخ الخلفاء: ١٣٥، الروض الأنف: ٤ / ٢٤٤، جامع الأصول: ٩ / ٤٦٨ ح ٦٤٧٥، مجمع الزوائد: ٩ / ١١٢، الصواعق المحرقة: ٧٤ و ٧٥ و ١٢٢ و ١٢٤، كنز العمال: ٣ / ١٥٥، و: ٦ / ١٥٥ و ٣٩٤ و ٤٠٠ و ٤٠٢ ح ٦١٠٥، و: ١١ / ٥٩٨ ح ٣٢٨٧٩، الرياض النضرة: ١ / ١٣ و ١٥ و ١٧، و: ٢ / ١٥٥ و ١٦٣ و ١٦٨ و ٢٠١، مناقب أحمد بن حنبل: ١٧ و ٤٣، العمدة لابن البطريق: ١٦٩ و ٢٣٥.
وانظر أيضا قواعد المرام: ١٨٦، الصراط المستقيم: ٢ / ٢٧، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين:
٢١١، و ٢٢٤ و ٢٦٠ و ٢٦٧ و ٢٧١ و ٢٧٧، غاية المرام: ١١٢، عمدة عيون صحاح الأخبار: ١٧٢ إحقاق الحق: ٤ / ١٨ نقلا عن مناقب ابن مردويه، تاريخ الخطيب البغدادي: ١٢ / ٦٨، و: ١٤ / ١٢٢، سنن ابن ماجة: ١ / ١٢، فرائد السمطين: ١ / ١٢٦ و ٢٢٧ و ٢٤٨، كفاية الطالب: ١٩٠ المصنف:
٧ / ٤٩٧، التذكرة: ١٠٣، صحيح البخاري: ٣ / ١٣٥٩ ح ٣٥٠٣، تاريخ الطبري: ٢ / ١٢٧، تاريخ ابن الأثير: ٢ / ٢٢، تاريخ أبي الفداء: ١ / ١١٦، نقض العثمانية للإسكافي: ٢٥٧ و ٢٨١، المناقب لابن المغازلي: ٣٨، ذخائر العقبى: ٩٢، حلية الأولياء: ٧ / ٢٥٦، وانظر بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية: ٣٧٠ هامش ٩ ط آل البيت، التاريخ الكبير: ٦ / ٣٢، التهذيب: ٥ / ٩٨، الفضائل لأحمد بن حنبل: رقم: ٩٩٣، سنن ابن ماجة: ١ / 44، الخصائص للنسائي: 25 تحقيق أحمد ميرين البلوشي، فضائل الخمسة للفيروزآبادي: 1 / 318 و 332، وصحيح الترمذي: 2 / 299. ومن الأمور التي كان يعرفها الجميع: أن الرسول (صلى الله عليه وآله) وعليا (عليه السلام) إخوة قبل الهجرة وبعدها). وبقي النبي (صلى الله عليه وآله) يرددها ويعلنها طوال حياته، وأن أبا بكر وعمر بن الخطاب إخوة.
(٩٣)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524