الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٥٢٦
السابق
المؤمنين علام ندع هؤلاء القوم وراءنا يخلفونا في أموالنا وعيالنا؟ سربنا إليهم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى أعدائنا من أهل الشام (1). فقام إليه الأشعث بن قيس فتكلم بمثل كلامهم، وكان الناس يرون أن الأشعث يرى رأي الخوارج لأنه كان يقول يوم صفين أنصفنا قوم يدعون (2) إلى كتاب الله تعالى، فلما قال هذه المقالة علم الناس أنه لم يكن يرى رأيهم (3).
فأجمع علي (عليه السلام) المسير إليهم، فجاءه منجم يقال له مسافر بن عدي (4) فقال: يا أمير المؤمنين، إذا أردت المسير إلى هؤلاء القوم فسر إليهم في الساعة الفلانية فإنك إن سرت في غيرها لقيت أنت وأصحابك ضرا شديدا ومشقة عظيمة. فخالفه علي (عليه السلام) وسار في غير الساعة التي أمره المنجم بالمسير فيها (5)، فلما قرب علي (عليه السلام) منهم ودنا بحيث إنه يراهم ويرونه نزل وأرسل إليهم أن ادفعوا إلينا قتلة إخواننا

(١) انظر تاريخ الطبري: ٤ / ٦١ مع اختلاف يسير في اللفظ كما أوضحناه سابقا وخاصة في الكامل لابن الأثير: ٣ / ٣٤١.
(٢) في (أ): أنصف قوما يدعون.
(٣) انظر تاريخ الطبري: ٤ / ٦١، الإمامة والسياسة: ١ / ١٦٨ وابن أعثم في الفتوح: ٢ / ١٩٤، الأخبار الطوال: ١٩٤، وقعة صفين: ٢٧٣ و ٢٧٥ وسبق وأن ترجمنا له.
(٤) هو مسافر بن عفيف الأزدي كما ذكره ابن الأثير في الكامل: ٣ / ٣٤٣، انظر شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٦٩ تحقيق محمد أبو الفضل، ونقل عن ابن ديزيل قال: عزم علي (عليه السلام) على الخروج من الكوفة إلى الحرورية، وكان في أصحابه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين، لا تسر في هذه الساعة وسر على ثلاث ساعات مضين من النهار، فإنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصحابك أذى وضر شديد، وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظفرت وظهرت وأصبت ما طلبت، فقال له علي (عليه السلام): أتدري ما في بطن فرسي هذه، أذكر هو أم أنثى؟ قال: إن حسبت علمت، فقال علي (عليه السلام): من صدقك بهذا فقد كذب بالقرآن، قال تعالى (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام...) لقمان: ٣٤.
وانظر تاريخ الطبري: ٤ / ٦١ ولكنه لم يذكر اسم المنجم، وانظر مروج الذهب: ٢ / ٤١٥.
(٥) انظر تاريخ الطبري: ٤ / 61 ولكنه أضاف: ثم قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها المنجم لقال الجهال الذين لا يعلمون: سار في الساعة التي أمره بها المنجم فظفر. وانظر شرح النهج لابن أبي الحديد:
2 / 270 تحقيق محمد أبو الفضل، والكامل لابن الأثير: 3 / 341، ومروج الذهب: 2 / 415.
(٥٢٦)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524