الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٥٠٣
السابق
الله تعالى، فإن تاب كما تبنا ونهض لمجاهدة عدونا رجعنا إليه (١).
فلم يصبر ابن عباس على (٢) مجاوبتهم وقال: أنشدكم الله إلا [ما] صدقتم، أما قال الله تعالى: ﴿فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلهآ إن يريدآ إصلاحا يوفق الله بينهمآ﴾ (٣) في حق المرأة وزوجها؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فكيف بأمة محمد (صلى الله عليه وآله) (٤)؟
فقالت الخوارج: أما ما جعل الله تعالى حكمه إلى الناس وأمرهم بالنظر فيه والاصلاح له فهو إليهم، وأما ما حكم به وأمضاه فليس للعباد أن ينظروا فيه، حكم في الزاني (٥) مائة جلدة، وفي السارق بقطع يده (٦)، فليس للعباد أن ينظروا في هذا (٧).
فقال ابن عباس (رض): [و] قال الله تعالى: ﴿يحكم بهى ذوا عدل منكم [وآخران من غيركم] هديا بلغ الكعبة﴾ (8) في أرنب يساوي ربع درهم يصاد في الحرم (9)، فقالوا:

(١) انظر شرح النهج للعلامة الخوئي: ٤ / ١٢٦، تذكرة الخواص: ٩٥. ولكن ذكر صاحب النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٣٣ و ٢٣٨ و ٢٤٠ أن أصل هذا الكلام قالته الحرورية للإمام علي (عليه السلام) وليس لابن عباس بلفظ: يا علي قد كنا زللنا وأخطأنا حين رضينا بالحكمين، وقد بان لنا أنا زللنا وأخطأنا فرجعنا إلى الله [تعالى] وتبنا، فأرجع أنت يا علي كما رجعنا وتب إلى الله كما تبنا وإلا برئنا منك... (وانظر ينابيع المودة: ٢ / ٢٠ - ٢١، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٣٨ تحقيق محمد أبو الفضل، وقعة صفين:
٥١٧
، الإمامة والسياسة: ١ / ١٦٨، الكامل لابن الأثير: ٢ / ٤٠٤).
(٢) في (ب): عن.
(٣) النساء: ٣٥.
(٤) انظر تاريخ الطبري: ٤ / ٤٧.
(٥) في (أ): الزنا.
(٦) في (أ): القطع.
(٧) انظر تاريخ الطبري: ٤ / ٤٧.
(٨) المائدة: ٩٥، وما بين المعقوفتين ليس من الآية، فهو إما خطأ من المصنف أو من النساخ، فتأمل.
(9) انظر تذكرة الخواص: 95 وشرح النهج للعلامة الخوئي: 2 / 126، وفي 275: وفي صيد أصيب كأرنب يساوي نصف درهم.
(٥٠٣)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524