الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٩٥
السابق
ألا تنهونهن عن هذه الفعال (1)؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لو كانت دارا أو دارين أو ثلاثا أو أربعا قدرنا على ذلك ولكن قتل من هذا الحي وحده مائة وثمانون قتيل (2) فليس دارا إلا وفيها البكاء، وأما نحن معشر (3) الرجال فإنا لا نبكي ولكن نفرح لهم بالشهادة (4)، فقال علي (عليه السلام): رحم الله قتلاكم، وغفر لموتاكم (5).
وأقبل حرب يمشي وعلي (عليه السلام) راكب فقال له: ارجع، وأمسك دابته عن السير، فقال: بل أمشي بين يديك يا أمير المؤمنين، فقال: بل ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للموالي ومذلة للمؤمنين (6). ثم مضى فلم يزل يذكر الله تعالى حتى دخل الكوفة (7).
قال ابن خيثمة: وفي أوائل سنة سبع وثلاثين سار معاوية من الشام وكان قد دعا لنفسه وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من العراق فالتقيا بصفين الفرات (8). فقتل من أصحاب علي (عليه السلام)

(١) انظر المصدرين السابقين مع اختلاف يسير في اللفظ، وفي (ج): عن هذا الصياح.
(٢) في (أ): رجل.
(٣) في (أ): معاشر.
(٤) انظر المصدرين السابقين مع اختلاف يسير في اللفظ، وفي (أ): نفرح بالشهادة.
(٥) تاريخ الطبري: ٤ / ٤٦، وقعة صفين: ٥٣٢ مع اختلاف يسير في اللفظ.
(٦) انظر المصدرين السابقين، وفي (أ): فتنة الموالي ومذلة المؤمنين.
(٧) المصدرين السابقين وفيهما: ثم مضى حتى مر بالناعطيين - حي من همدان، نسبة إلى جبل لهم يسمى " ناعط " - فسمع رجلا منهم يقال له عبد الرحمن بن مرثد - وفي الطبري عبد الرحمن بن يزيد من بنى عبيد من الناعطيين - فقال: ما صنع علي والله شيئا، ذهب ثم انصرف في غير شيء. فلما نظر أمير المؤمنين أبلس. فقال علي: وجوه قوم ما رأوا الشام العام. ثم قال لأصحابه: قوم فارقتهم آنفا خير من هؤلاء. ثم قال:
أخوك الذي إن أجرضتك ملمة * من الدهر لم يبرح لبثك واجما وليس أخوك بالذي إن تشعبت * عليك الأمور ظل يلحاك لائما انظر الاشتقاق: ٢٥١، معجم البلدان، والطبري: ٤ / ٤٥، وقعة صفين: ٤٩٢ مع اختلاف يسير في لفظ الشعر، الأخبار الطوال: ١٩٧، وفي (أ) وتاريخ الطبري: حتى دخل القصر.
(٨) انظر وقعة صفين: ٥٣٩.
(٤٩٥)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524