الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٩٠
السابق
يكون اجتماع الحكمين - وهما أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري وعمرو بن العاص بن وايل السهمي - بدومة الجندل (1) وهو موضع كثير النخل وبه حصن اسمه مارد قال أبو سعيد الضرير: دومة الجندل في غايظ من الأرض خمسة فراسخ فيها عين تسقي النخل والزرع، انتهى.
ثم رجع الناس عن صفين ولما رجع علي (عليه السلام) إلى الكوفة خالفت الحرورية (2)

(١) انظر تاريخ الطبري: ٤ / ٤٠، ينابيع المودة: ٢ / ٢٤، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٥٤، الكامل في التاريخ: ٣ / ٣٢١ ولكنه أضاف " أو بأذرح " بضم الراء، وهو بلد في أطراف الشام مجاور لأرض الحجاز، كما جاء في معجم البلدان: ٤ / ١٠٩. وانظر وقعة صفين: ٥١١ مثله وفيه " واتعد الحكمان أذرح ". وانظر الفتوح لابن أعثم: ٢ / ٢٠١ لكن أكثر الرواة والشعراء ذكروا بأذرح وأن التحكيم كان بها، وفي المعجم: ١ / ١٦١: بأذرخ إلى الجرباء كان أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، وقيل بدومة الجندل، والصحيح أذرح الجرباء، ويشهد ذلك قول ذي الرمة يمدح بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:
أبوك تلاقى الدين والناس بعدما * تساؤوا وبيت الدين منقطع الكسر فشد إصار الدين أيام أذرح * ورد حروبا قد لقحن إلى عقر وكان الأصمعي يلعن كعب بن جعيل لقوله في عمرو بن العاص:
كأن أبا موسى عشية أذرح * يطيف بلقمان الحكيم يواريه فلما تلاقوا في تراث محمد * سمت بابن هند في قريش مضاريه يعني بلقمان الحكيم عمرو بن العاص، وقال الأسود بن الهيثم:
لما تداركت الوفود بأذرح * وفي أشعري لا يحل له غدر أدى أمانته ووفى نذره * عنه وأصبح غادرا عمرو يا عمرو إن تدع القضية تعترف * ذل الحياة وينزع النصر ترك القرآن فما تأول آية * وارتاب إذ جعلت له مصر (٢) الحرورية: جماعة من الخوارج والنواصب، والنسبة لبلد قرب الكوفة على ميلين منها تسمى حروراء، نزل بها هؤلاء بعد خروجهم على أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما قبل بالتحكيم بينه وبين معاوية، قيل لهم حينذاك: أنتم الحرورية لاجتماعكم بحروراء وقال: شاعرهم:
إذا الحرورية الحرى ركبوا * لا يستطيع لهم أمثالك الطلبا وقالوا يومها: لا حكم إلا لله، فقال علي (عليه السلام) كلمة حق أريد بها باطل... انظر تذكرة الخواص: ٩٥، ومروج الذهب: ٢ / ٤٠٤، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ٢ / ٣٠٧ تحقيق محمد أبو الفضل دار إحياء التراث العربي، وقعة صفين: ٥١٧.
وسموا أيضا بالخوارج والمحكمة، والسبب الذي سموا خوارج هو خروجهم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، والسبب الذي سموا محكمة هو إنكارهم الحكمين: وقولهم لا حكم إلا لله... وانظر أيضا فرق الشيعة للنوبختي: ٦ دار الأضواء ط ٢.
وقيل: هم الغلاة في إثبات الوعيد والخوف على المؤمنين، والتخليد في النار مع وجود الإيمان، وهم قوم من النواصب الخوارج، ومن مفرداتهم أن من ارتكب كبيرة فهو مشرك، ومذهب عامة الخوارج أنه كافر وليس بمشرك، فقال بعضهم: هو منافق في الدرك الأسفل من النار. وقيل لهم الحرورية لأنهم خرجوا إلى حروراء لقتال علي بن أبي طالب (عليه السلام) وحروراء: قرية بظاهر الكوفة، نزل بها الخوارج الذين خالفوا علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكان بها أول تحكيمهم واجتماعهم حين خالفوا عليه....
انظر المعارف لابن قتيبة: ٢٧٤، الخطط للمقريزي: ٢ / ٣٥٠، معجم الفرق الإسلامية لشريف الأمين: ٩٤، مقالات الإسلاميين للأشعري: ١٢٧ - ١٢٨، معجم البلدان: ٣ / 256.
(٤٩٠)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524