الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٦٦
السابق
المطرق، وأنشد العبد يقول (1):
فأنت له يابسر إن كنت مثله * وإلا فإن الليث للضبع آكل متى تلقه فالموت في رأس رمحه * وفي سيفه شغل لنفسك شاغل قال: ويحك هل هو إلا الموت، والله لابد لي من مبارزته على كل حال (2). فخرج بسر بن أرطاة لمبارزة علي فلما رآه علي (عليه السلام) حمل عليه ودقه بالرمح، فسقط على قفاه إلى الأرض فرفع رجليه (3) فبدت سوأته، فصرف علي (عليه السلام) وجهه فوثب بسر قائما وقد سقطت البيضة (4) عن رأسه فعرفه أصحاب علي، فصاحوا به: يا أمير المؤمنين إنه بسر بن أرطاة لا يذهب، فقال [رض]: دعوه (5) وإن كان فعليه ما يستحق، فركب جواده ورجع إلى معاوية. فجعل معاوية يضحك منه ويقول له: لا عليك ولا تستحي، فقال (6): نزل بك ما نزل بعمرو فصاح رجل (7) من أهل الكوفة:
ويلكم يا أهل الشام أما تستحون من كشف الا ستاه، وأنشد بقوله (8):

(١) أورد صاحب وقعة صفين: ٤٦٠ الشعر بهذا اللفظ:
تنازله يا بسر إن كنت مثله * وإلا فإن الليث للضبع آكل كأنك يا بسر بن أرطاة جاهل * بآثاره في الحرب أو متجاهل إلى أن قال:
متى تلقه فالموت في رأس رمحه * وفي سيفه شغل لنفسك شاغل وقد ورد عجز هذا البيت في نسخة (ج) بلفظ: ولا قبله في أول الخيل حامل.
(٢) انظر ابن أعثم في الفتوح: ٢ / ١٠٤ قال: فقال بسر لغلامه: ويحك يا لاحق! هل هو إلا الموت؟ والله لابد من لقاء الله على أي الأحوال كان ذلك في موت أو قتل.
(٣) في (أ): رجله.
(٤) في (أ): سقط المغفر.
(٥) في (أ): ذروه.
(٦) في (د): فقد قال.
(٧) في (أ): فتى.
(٨) وردت هذه الأبيات في الاستيعاب: ٦٤ - ٦٧ لكنه نسبها إلى الحارث بن النضر السهمي، ووقعة صفين: ٤٦٢ ونسبها إلى النضر بن الحارث، وفيه: أفي كل يوم فارس تندبونه... وفي شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٣٠١، وكذلك مناقب الخوارزمي: ٢٤١: قال الأشتر:
أكل يوم رجل شيخ شاغره * وعورة وسط العجاجة ظاهره تبرزها طعنة كف واتره * عمرو وبسر منيا بالفاقره وفي مناقب الخوارزمي: رميا بالقافرة.
وانظرها في الفتوح لابن أعثم: ٢ / ١٠٤ و ١٠٥، ووقعة صفين: ٤٦٢ وفيهما: رميا بالفاقرة، وانظر القصة أيضا في كشف اليقين: ١٥٨ والمصادر السابقة في ترجمة بسر بن أرطاة.
وقيل: ونظر لاحق غلام بسر إلى ما نزل ببسر، فكأنه أحب أن يكون له ذكر في أهل الشام، فخرج على فرس له، وجعل يجول في ميدان الحرب وهو يقول:
قل لعلي قوله ونافره * أرديت شيخا عنه ناصره أرديت بسرا والغلام ثائره * وكلما أتى فليس ياسره فحمل عليه الأشتر وهو يقول - ثم ذكر الأبيات السابقة -.
قال: ثم طعنه الأشتر طعنة كسر منها صلبه، فسقط عن فرسه واضطرب ساعة ومات. ذكر ذلك ابن أعثم في الفتوح: ٢ / ١٠٥. أما ابن مزاحم في وقعة صفين: ٤٦١ فقال القائل هو ابن عم لبسر:
أرديت بسرا والغلام ثائره * أرديت شيخا غاب ناصره وكلنا حام لبسر واتره فحمل عليه الأشتر فكسر صلبه.
(٤٦٦)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524