الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٥٩
السابق
إلى الأرض وسقط، ونزل علي (عليه السلام) عن فرسه وحز (1) رأس الشامي وجعل وجهه إلى السماء، ثم ركب ونادى: هل من مبارز؟ فخرج إليه فارس من فرسان الشام فقتله علي (عليه السلام) ونزل عن فرسه وحز رأسه وجعل (2) وجهه إلى السماء، ثم ركب ونادى:
هل من مبارز فخرج إليه فارس آخر من فرسان الشام فقتله وفعل به كما فعل بصاحبيه الأولين، وهكذا إلى أن قتل منهم سبعة، فأحجم الناس عنه ولم يقدم على مبارزته أحد بعد أولئك، فجال بين الصفين جولة ورجع إلى أصحابه ولم يعرفه أهل الشام لأنه كان متنكرا (3).
ومنها: ما اتفق في بعض أيامها وقد تقابل الجيشان، إذ خرج فارس من أبطال عسكر أهل الشام يقال له: كريب بن الصباح (4) فوقف بين الجمعين (5) وسأل المبارزة

(١) في (ب): وجز.
(٢) في (أ): وخلا.
(٣) انظر المصدر السابق مع اختلاف يسير في اللفظ.
(٤) كريب بن الصباح من حمير من آل ذي يزن، ليس في أهل الشام يومئذ رجل أشهر شدة بالبأس منه كما ذكره نصر بن مزاحم في وقعة صفين: ٣١٥. وانظر الإصابة تحت رقم ٧٤٨٣ حيث قال: قتله علي يوم صفين. وكريب هذا هو الذي قتل المرتفع بن الوضاح الزبيدي (رحمه الله) من أصحاب علي (عليه السلام) وقتل أيضا الحارث بن الجلاح وقتل عائد بن مسروق الهمداني، ثم رمى بأجسادهم بعضها فوق بعض، ثم قام عليها بغيا واعتداء، ثم نادى: هل من مبارز؟ فبرز إليه علي ثم ناداه: ويحك ياكريب، إني أحذرك الله وبأسه ونقمته، وادعوك إلى سنة الله وسنة رسوله، ويحك لا يدخلنك ابن آكلة الآكباد النار. فكان جوابه أن قال:
ما أكثر ما قدسمعنا هذه المقالة منك، فلا حاجة لنا فيها. أقدم إذا شئت، من يشتري سيفي وهذا أثره؟
فقال علي (عليه السلام): لا حول ولا قوة إلا بالله. ثم مشى إليه فلم يمهله أن ضربه ضربة خر منها قتيلا يتشحط في دمه. انظر وقعة صفين: ٣١٦، وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين: ١٥٧، وتاريخ الطبري: ٤ / 14 لتجد الاختلاف في اسم الأب، فتارة يذكره باسم كريب بن شريح مع إخوته الذين عبر عنهم " فقتل هؤلاء الأخوة الستة جميعا " وتارة أخرى يذكره باسم كريب بن زيد مع إخوته فقال عنهم " فقتل هؤلاء الأخوة الثلاثة " وتارة ثالثة عبر عنه باسم الكريب أخو القلوص. وذكره ابن أعثم في الفتوح: 2 / 111.
(5) في (أ): الصفين.
(٤٥٩)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524