الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٢١
السابق
على غير شيء غير أن ليس تابعا * عليا ومن لا يتبع الحق يندم يذكرني حم والرمح شاجر * فهلا تلا حم قبل التقدم وأخذ بخطام الجمل عمرو بن الأشرف (1) فجعل لا يدنو منه أحد إلا خبطه، فأقبل إليه الحارث بن زهير الأسدي (2) وهو يقول:
يا أمنا يا خير أم نعلم (3) * أما ترين كم شجاع يكلم (4) وتجتلى هامته والمعصم وحمل كل واحد منهما على صاحبه فاختلفا بضربتين فوقعت ضربة [كل] واحد منهما على الآخر فقتلته، وأحدقت أهل النجدات والشجاعة بالجمل فكان لا يأخذ أحد بخطام الجمل إلا قتل، وكان لا يأخذه إلا من ينسب ويقول أنا فلان بن فلان الفلاني، فوالله إن كان إلا الموت الأحمر وما أخذه أحد، ثم أفلت منه فعاد إليه (5).
وجاء عبد الله بن الزبير (6) وأخذ بخطام الجمل وهو ساكت لم يتكلم [فقالت له

(١) انظر تاريخ الطبري: ٣ / ٥٣٣، وابن الأثير: ٣ / ٩٨ ولم يذكر نسب عمرو بن الأشرف بل ذكره ابن دريد في الاشتقاق: ٤٨٣ والجمهرة: ٣٥٠ وكان أزديا من عتيك. وجاء في نسخة (ج) عمرو.
(٢) انظر المصادر السابقة والحارث هذا أيضا أزديا في جيش علي (عليه السلام)، فهما اذن ولدا عم يقتل أحدهما الآخر.
(٣) في (ب، د): تعمل.
(٤) في (أ): مكلم، وفي (د): تكلم.
(٥) انظر المصادر السابقة. وتاريخ الطبري: ٣ / 529.
(6) لسنا بصدد بيان حال عبد الله بن الزبير وترجمته التي وردت في أسد الغابة، ونسب قريش: 237، والاستيعاب: تحت رقم 1518، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 4 / 482، وغيرهم كثير، ولكن نذكر القارئ الكريم أن أم المؤمنين كانت فذة في عاطفتها تجاه قرباها وخصت من بينهم عبد الله بن الزبير - ابن أختها أسماء - فحل منها محل الولد الفرد من الوالدة الشفيقة وتكنت باسمه كما ذكر أهل السير، ولم يكن أحد أحب إليها يومذاك من ابن الزبير كما يذكر صاحب الأغاني في: 9 / 142. وقال هشام بن عروة: ما سمعت تدعو لأحد من الخلق مثل دعائها له، وأعطت للذي بشرها بسلامته من القتل عشرة آلاف درهم، ثم سجدت شكرا لله تعالى، ولما اعتلت دخل عليها بنو أختها وفيهم عبد الله فبكى... ثم قالت: ما أحقني منك يا بني... فما أعلم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعد أبوي أحدا أنزل عندي منزلتك وأوصت له بحجرتها. (انظر تهذيب ابن عساكر: 7 / 400، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 4 / 482).
وعبد الله بن الزبير هذا كان قد نشأ على كره بني هاشم حتى استطاع أن يغير رأي أبيه الزبير على علي (عليه السلام) وهو ابن خال أبيه. قال علي (عليه السلام): ما زال الزبير رجلا منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله. (شرح النهج لابن أبي الحديد: 3 / 260، تهذيب ابن عساكر: 7 / 363، والاستيعاب: 353 وشرح النهج لابن أبي الحديد: 2 / 167، و: 4 / 480. وذكر الواقدي، والمسعودي في مروجه بهامش ابن الأثير:
5 / 163، واليعقوبي في تاريخه: 3 / 7 - 8، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 385 و: 4 / 480 - 490 أنه مكث أيام خلافته أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ويقول: لا يمنعني ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها. وفي رواية أنه قال: إن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره. وقال المسعودي في:
5 / 163، وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 358، و: 4 / 495 ط الحلبي بمصر أنه قال لعبد الله بن عباس: إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة.
وذكر المسعودي أيضا في: 5 / 163 واليعقوبي: 3 / 7 وشرح النهج لابن أبي الحديد: 1 / 358 أنه كان يبغض علي بن أبي طالب خاصة وينال من عرضه. وهو الذي جمع سبعة عشر رجلا من بني هاشم وحصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم وأراد أن يحرقهم بالنار. (انظر المصادر السابقة، وابن عساكر في تهذيبه: 7 / 408، والأغاني: 9 / 16 ط دار الكتب).
(٤٢١)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524