الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤١٨
السابق
المؤمنين؟ قال: نعم، قال: امدد يدك أبايعك [له]، فبايعه خوفا من أن يموت وليس في عنقه بيعة، ولما قضى دفن في بني سعد بظاهر البصرة. قال: ولم أر شيخا أضيع دما (1) مني، وتمثل عنه دخوله البصرة بقوله شعرا (2):
فإن تكن الحوادث أقصدتني * وأخطاهن سهمي حين أرمي فقد ضيعت حين تبعت سمعا * سفاهة ما سفهت بفضل (3) حلمي أطعتهم بفرقة آل (4) لأي * فألقوا للسباع دمي ولحمي وكان الذي رمى طلحة مروان بن الحكم، وقيل: غيره، والله أعلم.
ثم ما كان بأسرع من أن أفجأ الناس هزيمة طلحة والزبير (5) وأطافت الخيل بالجمل فلما رأى المنهزمون إطافتهم بالجمل عادوا [عليهم] قلبا واحدا كما (6) كانوا أول مرة (7) وتوافقوا، فوقفت مضر البصرة لمضر الكوفة، وربيعتها لربيعتها، وتيمها لتيمها فاقتتلوا أشد القتال وأعظمه وأكثر مما كان أول مرة، واختلط القوم بعضهم في بعض، فما رؤي قبلها ولا بعدها وقعة أعظم منها (8) ولا أكثر ذراعا مقطوعا ولا يدا مقطوعة، ولم يزل الأمر كذلك حتى قتل خلق كثير ولا يحصون من الفريقين على خطام الجمل.
قال: وأخذ الخطام سبعون رجلا (9) من قريش ما نجا منهم واحد، بل كلهم قتلوا،

(١) الطبري: ٣ / ٥٣٤، ابن أعثم في الفتوح: ٤٨٥.
(٢) تاريخ الطبري: ٣ / ٥١٩.
(٣) وفي (ب، د) ملأ.
(٤) في (أ): طه.
(٥) انظر تاريخ الطبري: ٣ / ٥١٩.
(٦) في (أ): بحيث.
(٧) في (ب، د): إلى أمر جديد.
(٨) ليست في (أ) عبارة: أعظم منها.
(٩) انظر الطبري: ٥ / ٢١٦، الاستيعاب: ٢٢١، أسد الغابة: ٤ / ٢٤٢، الإصابة: ٣ / ٢٩٧، الاشتقاق:
٥٠٠، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٨١ تحقيق محمد أبو الفضل، وطبقات ابن سعد: ٧ / ٩٢ ط بيروت، الجمل للشيخ المفيد: ١٥٦، الكامل للمبرد: ٣ / ٢٤٢ ط مصر تحقيق إبراهيم الدلجموني.
هؤلاء كلهم يروون كيفية أخذ خطام الجمل بدء بكعب بن سور ثم عبد الرحمن بن عتاب الذي ارتجز والخطام بيده:
أنا عتاب وسيفي ولول * والموت عند الجمل المجلل فقطعت يده وقتل. (انظر الطبري أيضا: ٥ / ٢١٠، وأسد الغابة: ٣ / 308، ونسب قريش: 193).
ثم قالوا: وأخذ خطام الجمل سبعون من قريش، قتلوا كلهم، ولم يكن يأخذ بخطام الجمل أحد إلا سالت نفسه، أو قطعت يده... (انظر شرح النهج لابن أبي الحديد أيضا: 1 / 265). وقال الطبري: قتل سبعون على خطام الجمل. (راجع تاريخه: 5 / 204).
(٤١٨)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524