الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٨١
السابق
وثلاثين، فبينما هو في مسيره إذ أتاه رسول أم الفضل (1) (رض) يخبره عن طلحة والزبير وعائشة بما كان منهم و [أنهم] خرجوا [من] مكة قاصدين إلى البصرة، فلما بلغه ذلك دعا وجوه أهل المدينة فخطبهم وحمد الله وأثنى عليه وقال: إن آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما يصلح أوله، فانصروا الله تعالى ينصركم ويصلح أمركم (2).
ثم إن عليا (رض) أعرض عن قصد الشام وحث المسير إلى جهة البصرة رجاء أن يدرك طلحة والزبير قبل وصولهما إليها فيراهما (3) ويناجز هما، فلما انتهى إلى الربذة أتاه الخبر بأنهم سبقوا إلى البصرة وقد نزلوا بقبابها (4).
قال علقمة بن وقاص الليثي (5): رأيت طلحة في مخرجه هذا مع الزبير وعائشة بعد بيعة أهل البصرة لهم وأحب المجالس إليه أخلاها وهو ضارب بيده على لحيته مفكرا فقلت له: يا أبا محمد إني أرى أحب المجالس إليك أخلاها وإني لم أزل أراك ضاربا بيدك على لحيتك مفكرا إن كرهت شيئا فاجلس. قال: فقال [لي]: يا علقمة بينا نحن على يد واحدة على من سوانا [إذ] صرنا جبلين من حديد يطلب بعضنا بعضا. يا علقمة إنه كان مني في عثمان شيء ليس توبتي منه إلا أن يسفك دمي في طلب دمه. قال: فقلت (6) [له]: رد ابنك محمدا فإن لك ضياعا وعيالا فإن

(١) وكتبت أم الفضل بنت الحارث إلى علي (عليه السلام): بسم الله الرحمن الرحيم، لعبد الله علي أمير المؤمنين من أم الفضل بنت الحارث، أما بعد، فإن طلحة والزبير وعائشة قد خرجوا من مكه يريدون البصرة وقد استنفروا الناس إلى حربك ولم يخف معهم إلى ذلك إلا من كان في قلبه مرض، ويد الله فوق أيديهم، والسلام. (ذكر ذلك ابن أعثم في الفتوح: ١ / ٤٥٩).
(٢) تاريخ الطبري: ٥ / ١٨٥، والكامل في التاريخ: ٣ / ١١٥.
(٣) في (ب، ج): فيردهما.
(٤) انظر المصادر السابقة.
(٥) علقمة بن وقاص الليثي ولد على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهد الخندق وتوفي أيام عبد الملك بن مروان بالمدينة. (انظر أسد الغابة: ٤ / 15).
(6) في (أ): قلت.
(٣٨١)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524