الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٥٤
السابق
عليه، وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان أيضا كتابا يستقدمه فيه وكانت صورة الكتاب:
" من عبد الله [علي] أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان (1)، أما بعد،

(١) معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة، تزوجت هند أولا الفاكه بن المغيرة المخزومي فقتل عنها بالغميصاء - كما جاء في نسب قريش: ٣٠٠ - موضع قرب مكة، ثم تزوجت حفص بن المغيرة فمات عنها، ثم تزوجت أبا سفيان. وكانت في زمن الفاكه متهمة بالزنا كما يذكر صاحب العقد الفريد: ٦ / ٨٦ - ٨٧، والأغاني: ٩ / ٥٣، وكانت ممن تذكر في مكة بفجور وعهر كما ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج: ١ / ٢٣٦ تحقيق محمد أبو الفضل.
دخل أبو سفيان في الإسلام، غير أن المسلمين لم ينسوا مواقفه منهم فكانوا لا ينظرون إليه ولا يقاعدونه كما جاء في صحيح مسلم: ٧ / ١٧١ وهو القائل: يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، فو الذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة... ذكر ذلك صاحب مروج الذهب بهامش ابن الأثير: ٥ / ١٦٥ - ١٦٦. وأضاف صاحب كتاب الأغاني: ٦ / ٣٥٥ والاستيعاب:
٦٩٠، والنزاع والتخاصم للمقريزي: ٢٠ ط النجف، وغيرهم قوله: فوالله ما من جنة ولا نار، فصاح به عثمان: " قم عني، فعل الله بك وفعل ".
ومعاوية هذا أسلم بعد الفتح وقال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا أشبع الله بطنه. كما ذكره صاحب أنساب الأشراف:
١
/ ٥٣٢، وصحيح مسلم: ٨ / ٢٧، وشرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ٣٦٥ ومسند الطيالسي:
ح ٢٧٤٦، وابن كثير: ٨ / ١١٩ وقال فيه (صلى الله عليه وآله): في قصة زواج المهاجرة التي استشارت النبي (صلى الله عليه وآله) عندما خطبها: أما معاوية فصعلوك. كما جاء في صحيح مسلم: ٤ / ١٩٥، مسند الطيالسي: ٢٢٨ / ١٦٤٥، وسنن ابن ماجة: ح ١٨٦٩. وقال فيه (صلى الله عليه وآله) عندما نظر إلى أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق: اللهم العن القائد والسائق والراكب. ذكر ذلك الطبري في تاريخه: ١١ / ٣٥٧، وسبط بن الجوزي في التذكرة: ١١٥، ووقعة صفين: ٢٤٧، والزبير بن بكار في المفاخرات برواية ابن أبي الحديد عنه في شرح النهج: ٢ / ١٠٣.
ولسنا بصدد بيان كل ما قاله (صلى الله عليه وآله) فيه وفي أسرته كالحكم بن أبي العاص وعقبة بن أبي معيط وغيرهما ونكتفي برواية الطبري من حوادث سنة (٥١ ه‍) والكامل لابن الأثير: ٢٠٢ - ٢٠٩ وابن عساكر: ٢ / ٣٧٩ والشيخ محمود أبو ريه: ١٨٤ - ١٨٥ ما نقلوه عن الحسن البصري إنه كان يقول: أربع خصال كن في معاوية ولو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزها أمرها بغير مشورة وفيهم بقايا وذوو الفضيلة، واستخلافه ابنه بعده سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب الطنابير وأدعياؤه زيادا وقد قال رسول الله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقتله حجرا وأصحابه، ويل له من حجر وأصحابه، ويل له من حجر وأصحابه. ومن أراد المزيد فليراجع الطبري:
٤ / ٢٠٢، والنبلاء: ١ / ٢٣٧، ومسند أحمد: ٤ / ٤٢١، ووقعة صفين لنصر بن مزاحم: ٢٤٦، والمعجم الكبير للطبراني: ١ / ٤٢٧، والعقد الفريد: ٤ / ٣٤٥، والطبري: ١١ / ٣٥٧، والاستيعاب: ٤١٢، وأسد الغابة: ٣ / ١٠٦، وتهذيب ابن عساكر: ٧ / ٢٠٦، والإصابة: ٢ / ٢٦٠، والطبقات الكبرى: ٤ / 222، وصفة الصفوة: 1 / 238، وسيرة ابن هشام: 4 / 179.
(٣٥٤)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524