الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٣٤٨
السابق
فأسلاها وعزاها وهون عليها قتل ولدها جلالة القاتل، وافتخرت بكون ولدها مقتولا له.
ومنها: وقعة الجمل (1) ثم صفين (2) التي كانت كل واحدة منهما أمر من الحنظل والدفلا، وأقامت النوادب، وأجرت الدموع السواكب على ألوف من القتلى، وألبست الأجساد أثوابا من الأحزان لا تخلق ولا تبلى، وكم قد تركت كل واحدة

(١) كانت فتنة الجمل الأصغر في البصرة لخمس بقين من ربيع الثاني سنة (٣٦ ه‍) قبل وصول الإمام علي (عليه السلام) إليها وكان عاملها عثمان بن حنيف الأنصاري الذي أسره جيش أم المؤمنين وطلحة والزبير والذي قتل من في المسجد (٤٠) رجلا من شيعة الإمام علي (عليه السلام) وقتل أيضا (٧٠) آخرين في مكان آخر. وكان عثمان من الصحابة الأجلاء وأرادوا قتله لكنهم خافوا من أن يثأر له أخوه سهل والأنصار جميعا فعمدوا على نتف لحيته وشاربيه وحاجبيه وشعر رأسه، وضربوه ضربا مبرحا وطردوه من البصرة. وقابلهم بعد ذلك حكيم بن جبلة مع جماعة من بني عبد القيس ومن ربيعة فاقتتلوا معهم حتى استشهد منهم جماعة، ومنهم الأشرف بن حكيم وأخوه الرعل، وفتحت البصرة كما ذكر صاحب أسد الغابة: ٢ / ٣٨، وشرح نهج البلاغة: ٢ / ٤٨١ ط بيروت أفست، وأنساب الأشراف للبلاذري: ٢ / ٢٢٨، ومروج الذهب للمسعودي: ٢ / ٣٥٨، كتاب الجمل للشيخ المفيد ط الحيدرية، كتاب أحاديث عائشة أم المؤمنين للعلامة العسكري: ١ / ١٢١ - ٢٠٠ ط الحيدرية في طهران و ١٧٢ - ٢٧٠ ط ٥ مطبعة صدر نشر دار التوحيد، وتاريخ الطبري: ٥ / ١٧٨.
أما وقعة الجمل الأكبر فكانت في جمادى الثانية من نفس السنة أي سنة (٣٦ ه‍) بعد ستة أشهر من خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) كما ذكر صاحب أعيان الشيعة: ١ / ٤٤٧، والكامل لابن الأثير: ٣ / ٢٠٥، وتاريخ ابن أعثم: ١٧٦. ولسنا بصدد بيان ذلك لأننا سنذكرها مفصلا بعد قليل إن شاء الله.
(٢) بناء على قول جماعة من المؤرخين، أن معركة صفين وقعت بعد ستة أشهر من معركة الجمل الأكبر أي في ذي الحجة سنة (٣٦ ه‍) وانتهت في ١٣ صفر، سنة (٣٧ ه‍) وسنأتي إلى تفاصيل المعركة. (انظر أعيان الشيعة: ١ / ٤٦٥). وقال المسعودي في مروج الذهب: ٢ / ٣٨٤: وكان سير علي (عليه السلام) من الكوفة إلى صفين لخمس خلون من شوال سنة (٣٦ ه‍) وقيل الفرق بين معركة الجمل وصفين حوالي أربعة أشهر، كما ذكره صاحب البداية والنهاية: ٨ / 125، والطبري في تاريخه: 6 / 184.
(٣٤٨)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524