الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٢٠٣
السابق
كسرتها، وإن تركتها استمتعت بها على عوج (1).
وقد نظم بعض الشعراء (2) فقال:
هي الضلع للعوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها أتجمع ضعفا (3) واقتدارا على الفتى * أليس عجيبا ضعفها واقتدارها (4) فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح به سبيل السداد وبين به طريق الرشاد، وأظهر به جانب الذكورة (5) الأنوثة من مادة الايجاد، وحصلت له هذه المنة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبي له وتربيته وحنوه عليه وشفقته (6)، فاستعد لقبول الأنوار وتهيأ لفيض العلوم والأسرار، فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة، والعلوم الظاهرة والباطنة بفؤاده مرتبطة، لم تزل بحار العلوم تتفجر من صدره ويطفيا (7) عبابها، حتى قال (صلى الله عليه وآله): أنا مدينة العلم

(١) وقد روى هذه القصة محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي في كتابه " عجائب أحكام وقضايا ومسائل أمير المؤمنين (عليه السلام) ": ٥٥ ط الإتقان دمشق، ولا أريد التعليق على هذه القصة، لكن الشيخ المفيد (رحمه الله) نقل ما هو شبيه لهذه القصة في عد الأضلاع ولكنه (رحمه الله) نقلها ولم يعلق عليها، فقال في الإرشاد: ١ / ٢١٣ ط مؤسسة آل البيت الطبعة الثانية سنة ١٤١٦ ه‍: وروى الحسن بن علي العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة... فأمر أن يشد عليه تبان - سراويل صغيرة - وأخلاه في بيت، ثم ولجه فعد أضلاعه، فكانت من الجانب الأيسر سبعة، ومن الجانب الأيمن ثمانية فقال: هذا رجل. وأمر بطم - قص - شعره، وألبسه القلنسوة والنعلين والرواء وفرق بينه وبين الزوج.
وقد روي نحو ذلك في أخبار القضاة: ٢ / ١٩٧، والبحار: ٤٠ / ٢٥٨، و: ٢٥٩، ودعائم الإسلام:
٢
/ ٢٨٧، والفقيه: ٤ / ٢٣٨ / ٧٦٢، ومناقب آل أبي طالب: ٢ / 376، ومناقب الخوارزمي:
101 / 105، فلاحظ وتأمل.
(2) في (أ): الأدباء.
(3) في (ج): ظلما، وهو اشتباه.
(4) نور الأبصار للشبلنجي: 71.
(5) في (أ): الذكر.
(6) في (أ، ج): عامة.
(7) في (د): يطفو.
(٢٠٣)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524