الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٧٨
السابق
عليها قبرها (1) بحق نبيك محمد والأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين.
فقيل: يا رسول الله رأيناك صنعت (2) شيئا لم تكن صنعته (3) بأحد قبلها!! فقال (صلى الله عليه وسلم):
ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت (4) في قبرها ليخفف عنها من ضغطة القبر، إنها (5) كانت من أحسن خلق الله صنعا (6) إلي بعد أبي طالب رضي الله عنهما ورحمهما (7).

(١) في (أ): مدخلها.
(٢) في (أ): وضعت.
(٣) في (أ): وضعته.
(٤) في (ج): واضجعت.
(٥) في (ج): فيها.
(٦) في (ب): صنيعا.
(٧) ورد هذا الحديث بألفاظ مختلفة مع زيادة ونقصان، ولكنها تؤدي إلى نفس المعنى، ولسنا بصدد الكتابة عن حياة أم أمير المؤمنين (عليه السلام) فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ولكن نذكر شذرات مما قيل في حقها اختصارا واستشهادا لما ذكره ابن الصباغ المالكي في فصوله. وذكر هذا الحديث في فرائد السمطين:
١ / ٣٢٨ / ٣٠٨، وأصول الكافي: ١ / ٤٥٣.
قال سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: ٢٠ عن الزهري أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يحشر الناس يوم القيامة عراة، فقالت: وا سوأتاه! فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأني أسأل الله أن يبعثك كاسية قال: وسمعته يقول: أو يذكر عذاب القبر، فقالت: واضعفاه، فقال: إني أسأل الله أن يكفيك ذلك.
وروي في مرآة العقول: عن أنس بن مالك: وقال (صلى الله عليه وآله): رحمك الله يا أمي كنت أمي بعد أمي تجوعين وتشبعيني، وتعرين وتكسيني، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه الله والآخرة.
وغمضها، ثم أمر أن تغسل بالماء ثلاثا، ثم خلع قميصه فألبسه إياها، وكفنت، ودعا لها أسامة بن زيد مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبا أيوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاما أسودا، ثم قال: الله الذي يحيي ويميت... وساق الحديث إلى آخره. (انظر شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٤).
وفي حديث آخر قال (صلى الله عليه وآله): فاطمة أمي بعد أمي. (انظر الإمامة والسياسة لابن قتيبة: ١ / ٧٥ في الهامش رقم (٢) نقلا عن شرح النهج لابن أبي الحديد).
وقفة وتأمل:
قال الإمام الصادق (عليه السلام): إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة إلى المدينة على قدميها، وكانت من أبر الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله). (الكافي: ١ / ٤٥٣).
وقد ورد في الإرشاد للشيخ المفيد: ٨ ب ١ ح ١: وكانت فاطمة بنت أسد كالأم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ربي في حجرها وكان (صلى الله عليه وآله) شاكرا لبرها، وآمنت به في الأولين... كفنها النبي (صلى الله عليه وآله) بقميصه... وتوسد في قبرها....
ولقنها الإقرار بولاية ابنها أمير المؤمنين. وقال العلامة الإربلي في كشف الغمة: ١ / 82: وكانت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنزلة الأم، ربتة في حجرها وكانت من السابقات إلى الإيمان وهاجرت معه إلى المدينة، وكفنها النبي (صلى الله عليه وآله) بقميصه.
وقال سبط ابن الجوزي الحنفي في تذكرة الخواص: 20: وشهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازتها، وصلى عليها ودعا لها، ودفع لها قميصه فألبسها إياه عند تكفينها... ثم قال: وقال الزهري: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يزورها ويقيل عندها في بيتها، وكانت صالحة. ثم قال: عن ابن عباس: هي أول امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية، وهي أول امرأة بايعت محمدا (صلى الله عليه وآله) بمكة بعد خديجة.
(١٧٨)
التالي
الاولى ١
٦٧٩ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 6
2 مقدمة التحقيق 8
3 ترجمة المؤلف 14
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 15
5 مكانته العلمية 16
6 شيوخه 19
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 20
8 آثاره العلمية 20
9 شهرة الكتاب 23
10 مصادر الكتاب 24
11 رواة الأحاديث من الصحابة 37
12 مشاهير المحدثين 45
13 مخطوطات الكتاب 53
14 طبعاته 56
15 منهج العمل في الكتاب 57
16 شكر و تقدير 59
17 مقدمة المؤلف 68
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 92
19 في المباهلة 92
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 112
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 130
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 140
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 142
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 150
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 158
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 165
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 200
28 فائدة 416
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 419
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 431
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 443
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 449
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 474
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 482
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 485
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 516
37 فصل: في ذكر البتول 524