كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٩٥
السابق
فليتول علي بن أبي طالب فإنه لن يخرجكم من هدى، ولن يدخلكم في ضلالة ونقلت من مناقب الخوارزمي عن عبد خير عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: أهدى إلى النبي (ص) قنو موز فجعل يقشر الموزة، ويجعلها في فمي، فقال له قائل: يا رسول الله انك تحب عليا، قال: أو ما علمت أن عليا منى وأنا منه.
قلت: قوله (ص) هو منى وأنا منه، يدل على مكانة أمير المؤمنين عليه السلام ومنزلته، وانه قد بلغ من الشرف والكمال إلى أقصى غايته، وتسنم من كاهل المجد أعلى ذروته ورفعه رسول الله (ص) بما أثبته من تنبيهه على محله منه ونسبته. وبيان هذه الجملة التي أسفر محياها وايضاح هذه المنقبة التي تضوع عرفها وفاح رياها وكشف غطاء هذه الفضيلة التي اتفق لفظها ومعناها، انه لما قال (ص) سلمان منا أهل البيت حصل لسلمان رضي الله عنه بذلك شرف مد أطنابه ونصب على قمة الجوزاء قبابه وفاق به أمثاله من الأصحاب وأضرابه فلما ذكر عليا وخصه (بأنت منى) سما به عن تلك الرتبة، وتجاوز به عن تلك المحلة، ولو اختصر عليها كانت مع كونها متعالية عن رتبة سلمان قريبة منها، فلما قال له: فانا منك أتم المنقبة وكملها، وزين سيرته بهذه الفريدة وجملها فإنها عظيمة المحل، ظاهرة الفضل تشهد لشرفه ومكانه ورجاحة فضله وثقل ميزانه، وذلك لأنها دلت ان كل واحد منهما صلى الله عليهما، أصل للآخر ونازل منزلته، وانه لم يرض ان يقتصر له عليه السلام بان عليا منه حتى جعل نفسه من على صلى الله عليهما وآلهما.
وقد أورد ابن جرير الطبري وابن الأثير الجزري في تاريخهما انه كان صلى الله عليه وآله يقول لعلي في يوم أحد وقد فر من الزحف من فر وقر مع النبي من قر: يا علي اكفني أمر هؤلاء اكفني أمر هؤلاء - إشارة إلى الكفار - وعلي عليه السلام
(٩٥)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367