كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٤٥
السابق
قول أبى بكر: أنا هو يا رسول الله صلى الله عليك وآلك؟ قال: لا ولو لم يعلما ان ذلك كان علامة من النبي صلى الله عليه وآله تدل على مستحق الامر بعده ما تطاولا إلى طلبته ذلك.
فان قيل: إنما تطاولا لذلك لأنه أمر محبوب إلى كل أحد أن يكون قد امتحن الله قلبه للايمان لا لموضع استحقاق الامر بعده.
قلنا: الذي يدل على أنه لاستحقاق الولاء دون ما عداه قوله صلى الله عليه وآله:
ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فجعل القاتلين سواء لأنه ذكرهما بكاف التشبيه لان انكار التأويل كانكار التنزيل لان منكر التنزيل جاحد لقبوله، ومنكر التأويل جاحد لقبول العمل به، فهما سواء في الجحود، وليس مرجع قتال الفريقين إلا إلى النبي أو إلى من يقوم مقامه فدل على أن الكتابة إنما كانت لاستحقاق الإمامة كما تقدم.
فاما ما ورد في الخبر بلفظ الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى وهو واحد فلا يخلو اما أن يكون الراوي غيره اما غلطا وأما تعمدا للغلط ليضيع الفائدة أو يكون ورد هكذا فان كان الأولان فالواقع من كون المعين واحدا يدل على بطلانه وان كان الثالث فهو كقوله تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فذكره سبحانه في هذه الآية في موضعين بلفظ الذين وهو واحد وكذلك قوله تعالى: (وأنفسنا وأنفسكم) على الجمع وهو واحد.
واما قوله عليه السلام: منهم خاصف النعل فلم يرد ان ثم من هو بهذه الصفة ولكنه أراد ان هذه الصفة موجودة فيه لا في غيره، وذلك مثل قوله تعالى:
(ومنهم الذين يؤذون النبي) لم يرد بذلك إلا جميع من قال بهذه المقالة ولم يستثن بعضا من كل.
(٣٤٥)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367