كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٨١
السابق
فدفعنا إلى الصفوف فوجدنا الرايات والأثقال بحالها، فأخذ بقفاي ودفعني وقال: يا أخا الأزد أتبين لك الامر؟ قلت: أجل يا أمير المؤمنين، قال: فشأنك بعدوك، فقتلت رجلا ثم قتلت آخر ثم اختلفت أنا ورجل آخر يضربني وأضربه فوقعنا جميعا فاحتملني أصحابي فما أفقت حتى فرغ من القوم، وهذا خبر شايع مستفيض قد نقله الجم الغفير، وفيه إخبار بالغيب وإبانة عن علم الضمير، ومعرفة بما في النفوس، والآية فيه باهرة لا يعادلها إلا ما ساواها في معناها من عظيم المعجز وجليل البرهان.
ومن ذلك حديث ميثم التمار وإخباره إياه بحاله وصلبه وموضعه، والنخلة التي يصلب عليها والقصة مشهورة.
ومن ذلك أن الحجاج طلب كميل بن زياد فهرب منه فقطع عطاء قومه، فلما رأى ذلك قال: انى أنا شيخ كبير قد نفد عمري، فلا ينبغي أن أحرم قومي أعطياتهم، فخرج إلى الحجاج فقال: قد كنت أحب ان أجد عليك سبيلا، فقال له كميل: لا تصرف على أنيابك فما بقى من عمري إلا القليل فاقض ما أنت قاض، فان الموعد لله وبعد القتل الحساب ولقد أخبرني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنك قاتلي فضرب عنقه، وهذا نقله العامة والخاصة وهو من البراهين الواضحة والمعجزات الباهرة.
ومن ذلك أن الحجاج قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلا من أصحاب أبي تراب، فأتقرب إلى الله بدمه، فقيل له ما نعلم أحدا أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه، فطلبه فأتى به فقال: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: مولى علي بن أبي طالب؟ قال: الله مولاي، وأمير المؤمنين علي ولي نعمتي، قال ابرء من دينه، قال دلني على دين أفضل منه، قال: انى قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك؟ قال: قد صيرت ذلك إليك، قال: لم؟ قال:
(٢٨١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367