كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٤١
السابق
وناشدتهم كيما يرجعوا ويرتدعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا، وقد بعثوا إلى إن أبرز إلى الطعان وأثبت للجلاد وقد كنت وما أهدد بالحرب ولا أدعى إليها وقد أنصف القارة من راماها، منها فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم وفرقت جماعتهم، فبذلك القلب ألقى عدوى، وأنا على بينة من ربى لما وعدني من النصر والظفر، وإني لعلى غير شبهة من أمرى، ألا وان الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ومن لم يقتل يمت فان أفضل الموت القتل والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف أهون على من ميتة على الفراش.
ثم رفع يده إلى السماء وقال: اللهم ان طلحة بن عبيد الله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي، اللهم فعاجله ولا تمهله، وان زبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوى ونصب الحرب لي، وهو يعلم أنه ظالم (إلي) اللهم فاكفنيه كيف شئت.
ثم تقاربوا وتعبوا لابسي سلاحهم ودروعهم متأهبين للحرب كل ذلك وعلي عليه السلام بين الصفين عليه قميص ورداء، وعلى رأسه عمامة سوداء، وهو راكب على بغلة، فلما رأى أنه لم يبق إلا مصافحة الصفاح والمطاعنة بالرماح صاح بأعلى صوته أين الزبير بن العوام فليخرج إلي؟ فقال الناس:
يا أمير المؤمنين أتخرج إلى الزبير وأنت حاسر وهو مدجج في الحديد؟ فقال عليه السلام: ليس على منه بأس، ثم نادى ثانية: فخرج إليه ودنا منه حتى واقفه فقال له علي عليه السلام: يا أبا عبد الله ما حملك على ما صنعت؟ فقال: الطلب بدم عثمان، فقال عليه السلام: أنت وأصحابك قتلتموه، فيجب عليك أن تقيد من نفسك ولكن أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل الفرقان على نبيه محمد صلى الله عليه وآله أما تذكر يوما قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله: يا زبير أتحب عليا؟ فقلت: وما يمنعني من حبه وهو ابن خالي فقال لك: أما أنك فستخرج عليه يوما وأنت
(٢٤١)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367