كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٢٤
السابق
ألا تجيبون بما عندكم؟ قالوا: بم نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا؟ قد أجبنا بأن لك المن والفضل والطول علينا، قال: أما لو شئتم لقلتم وأنت جئتنا طريدا فآويناك وخائفا فأمناك، ومكذبا فصدقناك، فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم فقبلوا يديه ورجليه وقالوا: رضينا بالله وعنه وبرسوله وعنه، وهذه أموالنا بين يديك فان شئت فاقسمها على قومك وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر وغل في قلب، ولكنهم ظنوا سخطا عليهم وتقصيرا بهم وقد استغفروا من ذنوبهم، فاستغفر لهم يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وآله اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار، يا معشر الأنصار أما ترضون أن يرجع غيركم بالثناء والنعم وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله قالوا: بلى رضينا، قال صلى الله عليه وآله: الأنصار كرشي وعيبتي لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار - الكرش معروفة يقال لها:
كرش وكرش، والعيبة: ما يجعل فيه الثياب والجمع عيب، وكأن المعنى هم موضع سرى أودع عندهم منه وما أريد حفظه والانتفاع به وكتمانه، كما يودع الكرش والعيبة ما يترك فيهما للانتفاع والحفظ، وهذا أنسب من كون الكرش يراد بها الجماعة من الناس كما قال الجوهري، فإنه قال: الكرش الجماعة من الناس ومنه الحديث: الأنصار كرشي وعيبتي، فيخلو الكلام من المناسبة والمدح على قوله - وكان النبي صلى الله عليه وآله أعطى العباس بن مرداس أربعة من الإبل يومئذ فسخطها وقال يومئذ:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع وما كان حصن ولا حابس يفوقان شيخي في مجمع وما كنت دون امرئ منهم ومن يوضع اليوم لا يرفع فبلغ النبي صلى الله عليه وآله ذلك فأحضره وقال: أنت القائل: أتجعل نهبي ونهب
(٢٢٤)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367