كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢١٨
السابق
فاستدرك به صلى الله عليه وآله ما كاد يفوت من صواب التدبير بتهجم سعد واقدامه على أهل مكة، وعلم أن الأنصار لا توافق على عزل سيدها وأخذ الراية منه إلا بمثل علي عليه السلام، ولان حاله في ذلك كما لو أخذها النبي صلى الله عليه وآله في جلالة قدره ورفع مكانه، وهذا عزل خير من ولاية، فان من كان بحيث لا يقوم مقامه ولا يسد مسده إلا علي عليه السلام فله أن يطاول الأفلاك، ويفاخر الأملاك، ولو كان في الصحابة من يوافق الأنصار على عزل صاحبها به لاختاره لذلك، وندبه إليه، ولكنه أبو الحسن القائم مقام نفسه، والمشارك له في نوعه وجنسه صلى الله عليهما وآلهما الطاهرين.
وكان عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يقاتلوا بمكة إلا من قاتلهم سوى نفر كانوا يؤذونه فقتل أمير المؤمنين عليه السلام منهم الحويرث بن نفيل بن كعب وكان يؤذى رسول الله (ص) بمكة وبلغه عليه السلام أن أخته أم هاني قد آوت ناسا من بنى مخزوم فيهم الحرث بن هشام وقيس بن السائب، فقصد عليه السلام دارها وهو مقنع بالحديد، فنادى: أخرجوا من آويتم فخرجت إليه أم هاني وهي لا تعرفه، فقالت: يا عبد الله أنا أم هاني بنت عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وأخت علي بن أبي طالب انصرف عن دارى، فقال:
أخرجوهم فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله، فرفع المغفر عن رأسه فعرفته فجاءت تشتد حتى التزمته وقالت: فديتك حلفت لأشكونك إلى رسول الله، فقال: اذهبي فبري قسمك فإنه بأعلى الوادي، قالت: فجئت إلى النبي (ص) وهو في قبة يغتسل، وفاطمة تستره فلما سمع رسول الله (ص) كلامي قال: مرحبا بك يا أم هاني وأهلا، قلت: بأبي أنت وأمي أشكو إليك ما لقيت من علي اليوم، فقال رسول الله (ص): قد أجرت من أجارت، فقالت فاطمة: إنما جئت يا أم هاني تشكين عليا فإنه أخاف أعداء الله وأعداء
(٢١٨)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367