كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٩٢
السابق
النبي صلى الله عليه وآله قد حف به أصحابه فقال لمن معه: دونكم وهذا الذي تطلبون فحملوا حملة رجل واحد ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح ورميا بالنبال، ورضخا بالحجارة وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يقاتلون عنه حتى قتل منهم سبعون رجلا، وثبت أمير المؤمنين، وأبو دجانة، وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي صلى الله عليه وآله ففتح عينيه وكان قد أغمي عليه، فنظر إلى علي عليه السلام فقال: يا علي ما فعل الناس؟ قال: نقضوا العهد وولوا الدبر، فقال: فاكفني هؤلاء الذين قصدوا نحوي، فحمل عليهم فكشفهم ثم عاد إليه وقد قصدوه من جهة أخرى، فكر عليهم فكشفهم وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه، وسيوفهما بأيديهما يذبان عنه، وثاب من المنهزمين أربعة عشر رجلا، منهم طلحة بن عبيد الله، وعاصم بن ثابت، وصعد الباقون الجبل وصاح صائح بالمدينة: قتل رسول الله (ص) فانخلعت القلوب لذلك، وتحير المنهزمون فأخذوا يمينا وشمالا، وجعلت هند بنت عتبة لوحشي جعلا على أن يقتل رسول الله أو عليا أو حمزة، فقال: اما محمد فلا حيلة فيه لان أصحابه يطيفون به، واما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الذئب، وأما حمزة فإني أطمع فيه لأنه إذا غضب لم يبصر ما بين يديه، وكان حمزة يومئذ قد أعلم بريشة نعامة، فكمن له وحشى في أصل شجرة فرآه حمزة فبدر إليه بالسيف وضربه فأخطأه قال وحشى: فهززت الحربة حتى إذا تمكنت منه رميته فأصبته في أربيته فأنفذته وتركته حتى إذا برد صرت إليه وأخذت حربتي، وشغل المسلمون عنى وعنه بالهزيمة، وجاءت هند فأمرت بشق بطنه وقطع كبده والتمثيل به، فجدعوا أنفه وأذنيه.
أنشدني بعض الأصحاب ولم يسم قائلا:
ولا عار للأشراف ان ظفرت بها كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
(١٩٢)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367