كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٧٥
السابق
تنتفع بحقك قبل انتفاع الناس، لولا انى رأيت النبي صلى الله عليه وآله يقبل ثنيتك لأوجعتك ضربا ثم دفع إلى قنبر درهما وقال: اشتر به من أجود عسل يوجد قال الراوي: فكأني أنظر إلى يد علي على فم الزق وقنبر يقلب العسل فيه ثم شدة بيده وهو يبكى ويقول: اللهم اغفرها للحسن، فإنه لم يعلم، فأعجب بهذه المكارم والأفعال والقضايا التي هي غرر في جبهات الأيام.
والزهادة التي فاق بها جميع الأنام، والورع الذي حمله على ترك الحلال فضلا عن الحرام، والعبادة التي أوصلته إلى مقام وقف دونه كل الأقوام.
مناقب لجت في علو كأنها تحاول نارا عند بعض الكواكب محاسن من مجد متى يقرنوا بها محاسن أقوام تعد كالمعايب ولما ألزم نفسه الشريفة تحمل هذه المتاعب وقادها إلى أتباعه فانقادت انقياد الجنايب، وملكها حتى صاحب منها أكرم عشير وخير مصاحب، واستشارها ليختبرها فلم تنه إلا عن منكر ولا أمرت إلا بواجب، صار له ذلك طبعا وسجية، وانضم عليه ظاهرا ونية وأعمل فيه عزيمة كهمته قوية، واستوى في السعي لبلوغ غاياته علانية وطوية، فما تحرك حركة إلا بفكر، وفي تحصيل أجر وفي تخليد ذكر، لا لطلب فخر وإعلاء قدر، بل لامتثال أمر وطاعة في سر وجهر، فلذلك شكر الله سعيه حين سعى، وعمه بألطافه العميمة ورعى، وأجاب دعاءه لما دعا وجعل أذنه السميعة الواعية فسمع ووعى، فأسأل الله بكرمه أن يحشرني ومحبيه وإياه معا.
قال الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس قال: إن علي بن أبي طالب كان يملك أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية، فأنزل الله سبحانه فيه:
(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند
(١٧٥)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367