كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٤٢
السابق
ومنه عن عبيد الله بن عبد الله الكندي قال: حج معاوية فأتى المدينة وأصحاب النبي صلى الله عليه وآله متوافرون، فجلس في حلقة بين عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر، فضرب بيده على فخذ ابن عباس ثم قال: اما كنت أحق وأولى بالامر من ابن عمك؟ قال ابن عباس: وبم؟ قال: لأني ابن عم الخليفة المقتول ظلما قال: هذا إذا - يعنى ابن عمر - أولى بالامر منك، لان أبا هذا قتل قبل ابن عمك قال: فانصاع عن ابن عباس (أي انفتل كله نحو هذا) وأقبل على سعد قال: وأنت يا سعد الذي لم تعرف حقنا من باطل غيرنا فتكون معنا أو علينا؟ قال: سعد انى لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض قلت لبعيري هخ فأنخته حتى إذا استقرت مضيت، قال: والله لقد قرأت المصحف يوما بين الدفتين ما وجدت فيه هخ؟ فقال: أما إذ أبيت فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: أنت مع الحق والحق معك، قال: لتجيئني بمن سمعه معك أو لأفعلن؟ قال أم سلمة، قال: فقام وقاموا معه حتى دخلوا على أم سلمة، قال: فبدأ معاوية فتكلم فقال: يا أم المؤمنين ان الكذابة قد كثرت على رسول الله صلى الله عليه وآله بعده، فلا يزال قائل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما لم يقل، فان سعدا روى حديثا زعم انك سمعته معه قالت: ما هو؟
قال: زعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي أنت مع الحق والحق معك، قالت:
صدق، في بيتي قاله، فأقبل على سعد فقال: الان ألزم ما كنت عندي، والله لو سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما زلت خادما لعلي حتى أموت.
قلت: فانظر هداك الله إلى سلوك طريقه، وأيدك بمعرفة توضح لك بطل كل أمر من حقه، إلى معاوية واستمراره على بغيه وحنقه في سبيل غيه ومكابرته الحق اللائح، وتنكبه الجدد الواضح، وعدوله عن السنن وبقائه على غمط حق أبى الحسن، وكيف تستر الشمس بالنقاب، أو يقاس الشراب
(١٤٢)
التالي
الاولى ١
٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 12
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 17
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 23
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 25
5 في ذكر آياته ومعجزاته 30
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 33
7 في فضل بني هاشم 39
8 في معنى الآل 51
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 58
10 في معنى العترة 63
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 65
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 67
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 70
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 71
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 73
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 74
17 ذكر كناه عليه السلام 76
18 ألقابه عليه السلام 78
19 صفته عليه السلام 84
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 87
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 87
22 في سبقه إلى الاسلام 91
23 في ذكر الصديقين 97
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 98
25 في فضل مناقبه 119
26 في انه مع الحق والحق معه 151
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 157
28 في وصف زهده في الدنيا 172
29 في شجاعته ونجدته 186
30 غزوة بدر 190
31 غزوة أحد 196
32 غزوة الخندق 206
33 غزوة خيبر 221
34 غزوة الفتح 225
35 غزوة تبوك 237
36 حروبه أيام خلافته 248
37 وقعة الجمل 249
38 حرب صفين 256
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 267
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 269
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 271
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 275
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 277
44 صفاته في بعض مواقفه 281
45 ما ورد في مدحه 283
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 286
47 إسلام الراهب على يده 293
48 رد الشمس له بعد غروبها 295
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 300
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 302
51 ما نزل من القرآن في شأنه 316
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 343
53 في ذكر سد الأبواب 348
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 353
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 353
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 358
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 367