قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ٧١
السابق
معاوية (1) قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان إبليس اللعين هو أول من صور صوره على مثال آدم عليه السلام ليفتن به الناس ويضلهم عن عباده الله تعالى، وكان ود في ولد قابيل، وكان خليفة قابيل على ولده وعلى من بحضرتهم في سفح الجبل يعظمونه (2) ويسودونه، فلما ان مات ود جزع عليه اخوته وخلف عليهم ابنا يقال له: سواع فلم يغن غنا أبيه منهم (3)، فأتاهم إبليس في صوره شيخ فقال: قد بلغني ما أصبتم به من موت ود وعظيمكم، فهل لكم في أن اصور لكم على مثال ود صوره تستريحون إليها وتأنسون بها؟ قالوا: افعل فعمد الخبيث إلى الآنك فإذا به حتى صار مثل الماء. ثم صور لهم صوره مثال ود في بيته، فتدافعوا على الصورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها، وأحب سواع ان يكون التعظيم والسجود له، فوثب على صوره ود، فحكها حتى لم يدع منها شيئا وهموا بقتل سواع، فوعظهم وقال: انا أقوم لكم بما كان يقوم به ود، وانا ابنه، فان قتلتموني لم يكن لكم رئيس، فمالوا إلى سواع بالطاعة والتعظيم.
فلم يلبث سواع ان مات وخلف ابنا يقال له: يغوث فجزعوا على سواع فأتاهم إبليس وقال: انا الذي صورت لكم صوره ود، فهل لكم ان اجعل لكم مثال سواع؟ على وجه لا يستطيع أحد ان يغيره قالوا: فافعل، فعمد إلى عود فنجره ونصبه لهم في منزل سواع، وانما سمى ذلك العود خلافا، لان إبليس عمل صوره سواع على خلاف صوره ود قال: فسجدوا له وعظموه وقالوا ليغوث: ما نأمنك على هذا الصنم ان تكيده كما كاد أبوك مثال ود، فوضعوا على البيت حراسا وحجابا (4)، ثم كانوا يأتون الصنم في يوم واحد ويعظمونه أشد ما كانوا يعظمون سواعا، فلما رأى ذلك يغوث قتل الحرسة والحجاب ليلا وجعل الصنم رميما، فلما بلغهم ذلك أقبلوا ليقتلوه فتوارى منهم (5) إلى أن طلبوه ورأسوه وعظموه.

1 - في ق 4 والبحار: بريد بن معاوية.
2 - في ق 3: وكانوا يعظمونه.
3 - في ق 2: عنه.
4 - في ق 1 وق 5: وحجبا.
5 - في ق 2: عنهم.
(٧١)
التالي
الاولى ١
٣٧٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 37
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 76
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 91
4 في حديث إرم ذات العماد 96
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 106
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 119
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 128
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 141
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 150
10 في حديث موسى و العالم 158
11 في حدث البقرة 161
12 في مناجاة موسى 162
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 168
14 في تسع آيات موسى 169
15 في حديث بعلم بن باعورا 175
16 في وفاة هارون وموسى 177
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 178
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 179
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 190
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 200
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 210
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 213
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 217
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 222
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 234
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 235
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 237
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 243
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 262
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 279
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 313
32 في مغازيه 335