قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ١٩٦
السابق
الحق فبالحري ان يسلم وان أخطأ أخطأ طريق الجنة ومن يكن في الدنيا ذليلا وضيعا (1) بين الناس لا يعرف كان أهون عليه في المعاد وأقرب من الرشاد من أن يكون (2) فيها حاكما سريا جليلا، ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما تزول عنه هذه ولا يدرك تلك، قال: فعجبت الملائكة ذلك من حكمته واستحسن الرحمن منطقه، فلما امسى واخذ مضجعه من الليل انزل الله عليه الحكمة فغشاه بها، فاستيقظ وهو احكم أهل الأرض في زمانه يخرج (3) على الناس، ينطق بالحكمة ويبثها فيهم وامر الملائكة فنادت داود بالخلافة في الأرض فقبلها، وكان لقمان يكثر زيارة داو عليه السلام وكان داود يقول: يا لقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية (4).
فصل - 3 - 243 - وبالاسناد المذكور عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال: لما وعظ لقمان ابنه، فقال: انا منذ سقطت إلى الدنيا استدبرت واستقبلت الآخرة، فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها متباعد، يا بنى لا تطلب من الامر مدبرا ولا ترفض منه مقبلا، فان ذلك يضل الرأي ويزري بالعقل، يا بنى ليكن ما تستظهر به على عدوك، الورع عن المحارم، و الفضل في دينك، والصيانة لمروتك، والاكرام لنفسك ان لا تدنسها (5) بمعاصي الرحمن ومساوئ الأخلاق وقبيح الافعال، واكتم سرك، وأحسن سريرتك، فإنك إذا فعلت ذلك آمنت بستر الله ان يصيب عدوك منكم عوره أو يقدر منك على زله، ولا تأمنن مكره فيصيب منك غره في بعض حالاتك، فإذا استمكن منك وثب عليك ولم يقلك عثرة. و ليكن مما تتسلح به على عدوك اعلان الرضا عنه واستصغر الكثير في طلب المنفعة و استعظم الصغير في ركوب المضرة.
يا بنى: لا تجالس الناس بغير طريقتهم، ولا تحملن عليهم فوق طاقتهم، فلا يزال

١ - في ق ٣ والبحار: وضعيفا.
٢ - في ق ١ وق ٥: وأقرب من أن يكون.
٣ - الزيادة من ق ٣ والبحار.
٤ - بحار الأنوار ١٣ / 409 - 411 عن تفسير القمي، وراجع الوافي 3 / 84 - 85 أبواب المواعظ.
5 - كذا في ق 1 وغيره من النسخ والبحار: أن تدنسها وما في المتن أسرع إلى الفهم العرفي.
(١٩٦)
التالي
الاولى ١
٣٧٠ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 37
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 76
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 91
4 في حديث إرم ذات العماد 96
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 106
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 119
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 128
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 141
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 150
10 في حديث موسى و العالم 158
11 في حدث البقرة 161
12 في مناجاة موسى 162
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 168
14 في تسع آيات موسى 169
15 في حديث بعلم بن باعورا 175
16 في وفاة هارون وموسى 177
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 178
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 179
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 190
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 200
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 210
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 213
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 217
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 222
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 234
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 235
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 237
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 243
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 262
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 279
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 313
32 في مغازيه 335