المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٨
السابق
" والله الذي لا إله إلا هو إني رسول الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة.. فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا.. انا يا نبي الله.. فاخذ برقبتي ثم قال: ان هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم " (1).
كان النبي الأعظم واقفا على خطورة الموقف وعظم مقام القيادة فكان يعرف زعيم الأمة والقائم بعده بأعباء الخلافة حينا " بعد حين، بأساليب مختلفة فتارة يشبهه بهارون (2) وأخرى بأنه وأولاده أحد الثقلين (3) وثالثة بأنهم كسفينة نوح (4) إلى غير ذلك من نصوصه المباركة حول امام المتقين وأولاده المعصومين.
كل ذلك يعرب عن أن النبي لم يترك مسألة الوصاية سدى ولم يفوضه إلى شورى الأمة ومفاوضاتها أو منافساتها أو إلى بيعة رجل أو رجلين أو بيعة عدة من المهاجرين والأنصار بل عالج مسألة الخلافة في حياته بأحسن الوجوه والأساليب وعرف الأمة زعيمها وقائدها من بعده في أخريات أيامه الشريفة في محتشد عظيم لم يكن له نظير في تاريخ الرسالة حتى ينقله الحاضرون - عند وصولهم إلى أوطانهم - إلى الغائبين وينتشر خبر الولاية بين الأمة جمعاء حتى لا يبقى لمريب ريب.
الأمة الاسلامية والخطر الثلاثي:
هذا ما قادتنا إليه دراسة النصوص النبوية التي رواها الحفاظ من الأمة ولك أن تستشف الحقيقة من طريق آخر وهو تحليل ومحاسبة الأوضاع السائدة على الأمة قبيل وفاة النبي الأكرم فإنها تقضى بأن المصلحة العامة كانت في تنصيب القائد لا في تفويض امر الزعامة إلى الأمة أو تركه سدى وعدم النبس فيه بكلمة.
إن الدولة الاسلامية الفتية يوم ذاك كانت محاصرة من جهتي الشمال والغرب

(١) تاريخ الطبري ج ٢ / 63 ومسند الإمام أحمد 1 / 159.
(2) مستدرك الحاكم ج 3 / 109 وصححه الذهبي في تلخيصه على شرط مسلم.
(3) مسند الإمام أحمد ج 5 / 182 و 189. من حديث زيد بن ثابت بطريقين صحيحين.
(4) مستدرك الحاكم ج 3 ص 151، من حديث أبي ذر.
(٨)
التالي
الاولى ١
٤٠٦ الاخيرة
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 27
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 33
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 42
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 45
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 47
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 56
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 60
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 76
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 100
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 102
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 112
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 119
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 121
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 124
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 129
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 160
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 162
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 162
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 171
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 185
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 254
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 260
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 278
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 280
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 331
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 351
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 354
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 357
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 360
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 375
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 377
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 392
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 394
36 خاتمة ودعاء 401